المناطق الفاتنة والمشرقة ذات المناظر الرحبة تجعل الذهن يجدد نفسه.
كشف بحث جديد أن الأشخاص يصبحون أكثر سعادة في بيئات أكثر جمالًا.
هذه البيئات لا تعني بالضرورة الطبيعة فحسب: فالأشخاص يصبحون أكثر سعادة أيضًا في المناطق المميزة بالبلدات والمدن.
الأبراج والكنائس والمنازل الريفية يمكن أن تجعل الأشخاص سعداء مثلما تفعل البرك والطرق والأنهار.
تقول إحدى النظريات السيكولوجية البارزة أن المشاهد الجميلة – سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان – تسمح للذهن بالتعافي.
المناطق الفاتنة والمشرقة ذات المناظر الرحبة تجعل الذهن يجدد نفسه.
يعتمد هذا الاكتشاف على دراسة سابقة وجدت أن الأشخاص يشعرون أيضًا بصحة أفضل في أماكن أكثر جمالا.
تقول د. تشانوكي سيريسينهي، الكاتبة الرئيسية للدراسة:
نجد أن الأشخاص أكثر سعادة بالفعل في بيئات تحوي المزيد من الأماكن الطبيعية الخلابة، حتى بعد السيطرة على مجموعة من المتغيرات مثل الآثار المحتملة للطقس والنشاط الذي كان ينخرط به المرء في ذلك الحين. بشكل حاسم، نظهر أنه ليس فقط الريف الذي نرى فيه هذا الارتباط: فالمناطق المبنية، والتي قد تضم مبانٍ أو جسور مميزة، لها أيضًا ترتبط إيجابيًا بالسعادة. لذلك، يمكن أن يكون هذا البحث مفيدًا نظرًا لإفادته عن القرارات المتخذة بشأن تصميم بلداتنا ومدننا وأحيائنا الحضرية، والتي تؤثر على حياة الأشخاص اليومية.
تأتي النتائج من دراسة شملت أكثر من 15000 شخص قاموا بتصنيف حوالي مليون صورة تحمل الجمال بين طياتها.
تم دمج البيانات مع تقارير عن سعادة الأشخاص في أماكن مختلفة تم جمعها من تطبيق أيفون يدعى مابينيس Mapiness.
مع هذا التطبيق، يعبر الأشخاص عن سعادتهم عدة مرات في اليوم.
أظهرت النتائج أن الأشخاص كانوا أكثر سعادة عندما كانوا في أماكن أكثر جمالًا.
تقول د. سيريسينهي
وفقًا لنظرية تجديد الانتباه، تتيح لنا المشاهد التي تتطلب القليل من انتباهنا أن نصبح أقل إرهاقًا وأكثر قدرة على التركيز، وبالتالي ربما أقل تعكرًا للمزاج. غالبًا ما ارتبطت هذه الأماكن التجديدية بالطبيعة، وعلى النقيض من ذلك، فبمقدور المرء تخيل أن البيئة الحضرية الصاخبة مثل تايمز سكوير في نيويورك قد تتطلب انتباهنا الكامل. ومع ذلك، نجد شوارع خلابة ذات مناظر رحبة وإلهاءات أقل تعمل كأماكن تجديدية. الأماكن الأكثر جمالا قد تحظى باهتمامنا لفترة أطول، وبالتالي تحجب الأفكار السلبية.
نشرت هذه الدراسة في مجلة Scientific Reports
