سيطرة المملكة العربية السعودية على سوق النفط.

221
Advertisements

عندما قررت المملكة العربية السعودية، زعيم أوبك الفعلي والأكثر نفوذاً، في اجتماعها الأخير في فيينا كسر شراكتها النفطية الاستراتيجية الأخيرة مع روسيا وتبني سياسة جديدة لتعظيم مستويات الإنتاج، انهارت أسعار النفط – مسجلة أكبر تراجع لها منذ الخليج حرب عام 1991.

لكن الأهم من ذلك، أن هذه السياسة الجديدة أعادت تقويم أسواق النفط العالمية، مما أعطى المملكة العربية السعودية ميزة على المدى الطويل. تمثل هذه الخطوة تغييراً كبيراً لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، والتي حاولت في السنوات الأخيرة إدارة أسواق النفط العالمية من خلال تغيير مستويات الإنتاج، مع كسب التعاون الصعب من روسيا. قرر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أخيراً اتباع سياسة طويلة الأمد لا تحافظ فقط على حصة المملكة من السوق وتزيدها في نهاية المطاف، ولكنها قد تشير أيضاً إلى نهاية منظمة الأوبك كمنظمة عاملة موحدة.
هذا القرار لا يحظى بشعبية كبيرة مع معظم البلدان المصدرة للنفط وشركات الطاقة الدولية ومنتجي الخام الأمريكي لأن انهيار الأسعار سيؤدي إلى انخفاض كبير في إيراداتهم، وفي بعض الحالات، سيجبرهم على الإفلاس.

Advertisements

تحتفظ المملكة العربية السعودية بحوالي 25٪ من احتياطيات النفط العالمية ، وحوالي 70٪ من الطاقة الإنتاجية العالمية الفائضة ، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم بهامش كبير.
تقوم وزارة المالية السعودية وهيئة النقد العربي السعودي (ساما) بتصميم خطط الإنفاق الحكومي المالي التي يمكن أن تحافظ على انخفاض أسعار النفط عند 30 دولار للبرميل في المتوسط ​​في على الأقل السنوات الخمس المقبلة، مع انخفاضات مؤقتة تصل إلى 15 دولاراً للبرميل، وفقاً للتوقعات المالية الحكومية المختلفة. وقد أعاد خالد الدباغ، المدير المالي في أرامكو ، التأكيد على هذه النقطة بقوله: “نحن [أرامكو] مرتاحون جداً لأننا نستطيع تلبية توقعات مساهمينا عند 30 دولاراً للبرميل أو أقل”.

Advertisements

أنشأت المملكة العربية السعودية سوقاً جديدة للنفط بأساسيات جديدة. سيعاني منتجو النفط الذين لم يفهموا هذا التحول التكتوني وفشلوا في التكيف مع هذا الواقع الجديد وسيتركون وراءهم.

0 0 vote
Article Rating
20

Advertisements
Advertisements

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

التصنيفات