حي فقير يحتضن مختلف الأديان والقوميات

336
Advertisements

قصور تحولت لبيوت ومقاهي شعبية، تعرض مقتنيات تراثية عريقة، ومحلات تحوي قطع قديمة تروي حكايات تعود لحقب زمنية متعددة، وأزقة ضيقة مرصوفة بالحجارة تحوي على جنباتها بيوت ملونة وشرفات مزخرفة، تحمل عبق التاريخ.

أما القطط المختلفة الأشكال والألوان فهي حكاية أخرى، تراها موزعة هنا وهناك لدرجة أنها تشارك الزائر بجلسته في المقهى دون أن تزعجه، لدرجة أنه سيشعر أنها من تاريخ المكان.

أما بالنسبة لما يحويه الحي من مقدسات دينية متعددة، فهي تجسد التعايش الجميل بين الأديان الذي رسخته الخلافة العثمانية، فكل ما ذكرته هو جزء ستتم مشاهدته في حي بلاط.

يقع حي “بلاط” والذي يعني باليونانية القصور، داخل أسوار إسطنبول التركية العتيقة، ملاصقا لخليج القرن الذهبي، ويضم مواقع أثرية ودينية هامة.

بعد فترة وثنية طويلة، صارت غالبية سكان الحي من المسيحيين الأتراك والأرمن، مع أقلية يهودية. وبالفتح الإسلامي العثماني للمدينة وسقوط الأندلس، دعا السلطان العثماني بايزيد الثاني يهود “الدونمه” الذين بقوا بلا مأوى إلى إسطنبول، وأسكنهم في هذا الحي.

و”الدونمه” أو العائد، مصطلح يطلق على اليهود الأتراك، ويعود تاريخ المصطلح إلى يهود إسبانيا الهاربين من محاكم التفتيش آنذلك، ليكون “الأناضول” أو الجزء الآسيوي من الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت، ملجأهم ليعيشوا ويتعايشوا مع الأتراك المسلمين.

معابد وكنائس ومساجد تجسد التعايش بين الأديان

يضم الحي معابد وكنائس لليهود، أبرزها “معبد أهريد”، الذي بُني في القرن الخامس عشر، ويتميز المعبد بشكله المشابه لمقدمة السفينة. يُشبّهه البعض بسفينة نوح، في حين يظن البعض أن شكل السفينة ترمز إلى السفن العثمانية التي حملت المهاجرين اليهود الذين تم طردهم من الأندلس إلى الأرصفة العثمانية.

Advertisements

كما يحتوي الحي على كنيس يهودي، وهو كنيس “يانبول”، حيث يُنسب اسمه إلى اليهود المهاجرين من حي “يانبولو في مقدونيا”، وهو المبنى اليهودي القديم الثاني في المنطقة، حيث تحوي جدرانه وأسقفه لوحاتٍ يُعتقد أنها تصور الحي المقدونيّ.

Advertisements

وفي الحي كنيسة “سفيتي ستيفان” أو ما تعرف بـ “الكنيسة الحديدية” والتي تعُد رمزا بارزا للأرثوذوكس البلغار والتي بنوها في القرن التاسع عشر مكان كنيسة خشبية دُمرت بفعل حريق.
أما كنيسة “أيا نيكولا” لطائفة الروم الأرثوذوكس فأهم ما يميزها هو بورتريه خاص بـ “سانتا كلوز” أي بابا نويل.

أما عن الآثار البيزنطية الأرثوذكسية، فلعلّ أبرزها “كنيسة ومتحف شورا” أو “خورا”، أحد الشواهد البيزنطية الباقية. المتحف كان له اسم آخر هو ”كنيسة المخلص المقدس”، وتحول من كنيسة بيزنطية إلى جامع في القرن السادس عشر، ومن بعده إلى متحف سُمي بمتحف “شورا” عام 1948.

وعلى بعد عدة خطوات من المعابد والكنس اليهودية والكنائس المسيحية، تجد جامع عثماني عريق يدعى جامع “فرّوح كتهدا”، الذي بني في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني حوالي القرن السادس عشر، وصممه المعماري الشهير “سنان”.

حكاية قطط الحي الغريبة الشكل في حي بلاط

يروي التاريخ أن علاقة الود والمحبة بين القطط وأهالي حي بلاط تعود، إلى أن بعض السفن القادمة للقسطنطينية حملت على ظهرها عددا كبيرا من القطط مختلفة اﻷلوان والأشكال، لحماية المدينة من الفئران واﻵفات، فتكاثروا في المدينة حتى وصل عددهم إلى ما هو عليه اليوم.

وتروي الأساطير الشعبية المتداولة بين سكان حي “بلاط”، حكايات عن وجود مدينة سرية تحت الحي.

ووضع الحي على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، لما يحتويه من مباني تاريخية ومعابد وكنائس وكنس ومساجد ومدارس للجاليات والأقليات اليهودية واليونانية واﻷرمنية.

0 0 vote
Article Rating
20

Advertisements
Advertisements

, , , , , ,
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

التصنيفات