توقعات الخبراء في الصين وأميركا|مع اقتراب نهاية مهلة ترامب لتطبيق تيك توك

143
Advertisements

تفاعلت قضية تطبيق تيك توك (TikTok) خلال الأيام الماضية بشكل كبير، فبعد أن رفضت الشركة الصينية المالكة للتطبيق عرض مايكروسوفت (Microsoft) لشرائه ظهرت في الأفق صفقة شراكة مع أوراكل (Oracle).

فهل تكون هذه الصفقة الفصل الأخير في هذه الأزمة أو تظهر تعقيدات أخرى، وما ردود الفعل لكلا الجانبين؟

أميركا تترقب

جاء رفض بايت دانس (ByteDance) عرضا من شركة مايكروسوفت لشراء أنشطتها في الولايات المتحدة، ليؤكد ما أفادت به وكالة رويترز قبل أيام من معارضة الصين البيع الإجباري لعمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة.

وأكدت شركة بايت دانس أنها تفضِّل إغلاق التطبيق بدلا من ذلك، وكان الرئيس دونالد ترامب قد أصدر في 6 أغسطس/آب الماضي أمرا تنفيذيا يحظر استخدام التطبيق في الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي.

وقال المهندس إلياس فارهارد، خبير الأمن الإلكتروني بشركة ليدوس (LEIDOS)، أحد أكبر شركات التكنولوجيا المتعاقدة مع جهات حكومية أميركية، عن أزمة تطبيق تيك توك.

وذكر فارهارد أن “هناك عدة عوامل تقف وراء القرار الأميركي، الذي يحظى بدعم شركات التكنولوجيا، بعضها يتعلق بالفعل بمخاوف الأمن القومي، وبعضها يتعلق بضغوط شركات التكنولوجيا الأميركية نفسها”.

وضاعف من المخاوف الأمنية اختراق تيك توك للكثير من التطبيقات الأميركية الشهيرة، إذ أصبح مألوفا على نطاق واسع نشر فيديوهات تيك توك على منصات تويتر وإنستغرام وفيسبوك

وهو ما يمنح الشركة الصينية بيانات ضخمة تستخدم بسهولة عن طريق آليات الذكاء الاصطناعي لرسم بروفايلات تفصيلية عن المستخدمين الأميركيين.

ويقول فارهارد “هناك 100 مليون مستخدم أميركي لهذا التطبيق، وهذا يتيح مساحة إعلانية ضخمة جدا تنتج عنها مكاسب مالية تقدر بالمليارات

وهناك بعض التقارير تشير إلى تنزيل الأميركيين أكثر من 130 مليون فيديو قصير أسبوعيا”.

وأضاف فارهارد أن “أغلب هذه الفيديوهات تافه في مضمونه ولا يتضمن أي محتوى جاد، لكن الخطورة تأتي من تسجيل وحفظ الشرطة الصينية لبيانات المستخدمين الذين يغلب عليهم صغر السن وغياب الخبرة اللازمة للاهتمام بالخصوصية، وانعكاساتها”.

ويخشى الساسة في واشنطن من أن الحكومة الصينية قد تقوم بتتبع الملايين من المراهقين الأميركيين مستخدمي التطبيق من خلال خوادم بيانات الشركة المخزنة في الصين.

وتسبب غياب فيديوهات تعرض مقاطع من احتجاجات سكان هونغ كونغ المعارضين للحكومة الصينية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في تعزيز الشكوك الأميركية في سياسة التحكم الحكومي الصيني في محتوى تطبيق تيك توك.

Advertisements

من جانبها، طعنت الشركة المالكة لتيك توك عن طريق دعوى قضائية ضد الأمر التنفيذي الرئاسي، وتعتمد في حيثيات موقفها على عدة نقاط منها:

  • الأمر التنفيذي الرئاسي يتناقض ويتعدى على التعديل الدستوري الأول المتعلق بحرية التعبير عن الرأي.
  • أن الشركة توظف بالفعل 1500 أميركي يعملون في الولايات المتحدة، إضافة لآخرين يعملون في الصين، كما أن الشركة تنوي توظيف 10 آلاف أميركي في كاليفورنيا وتكساس ونيويورك وولايات أخرى.
  • القرار يخالف قواعد حرية السوق وحرية المنافسة التي تنادي بها الولايات المتحدة حول العالم.

عراقيل صينية

ربما سيكون الفشل عنوان المحادثات التي تجريها شركة بايت دانس الصينية، مع عمالقة تكنولوجيا أميركيين للاستحواذ على التطبيق، قبل انتهاء المدة الممنوحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 سبتمبر/أيلول الجاري، لبيع التطبيق لشركة أميركية أو مواجهة الحظر، بسبب مخاوف “تتعلق بالأمن القومي الأميركي”.

Advertisements

ويعتقد خبراء، أن بعض الشركات الصينية، مثل بايت دانس، قد تتأثر باللوائح المنقحة التي أعلنتها الصين للتقنيات التي تخضع لحظر أو قيود التصدير، مما يعني أن الشركة قد تضطر للحصول على ترخيص من الحكومة للمضي قدما في بيع تيك توك لشركة أميركية.

وهذا ما يراه تسوي فان، أستاذ التجارة الدولية في جامعة الأعمال الدولية والاقتصاد في بكين، مؤكدا أن المادة 21 المضافة حديثا “تكنولوجيا خدمة دفع المعلومات ذات الطابع الشخصي المستندة إلى تحليل البيانات” والمادة 18 حول “تقنية الواجهة التفاعلية للذكاء الاصطناعي” قد تكون لهما علاقة بـ “بايت دانس”.

وقالت الخارجية الصينية، في وقت سابق، إن الصين تحتفظ بالحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوق ومصالح الشركات الصينية، مشيرة إلى أن محاولة الولايات المتحدة استخدام “البلطجة الاقتصادية والتلاعب السياسي ضد الشركات غير الأميركية هي معاملة إكراه حكومية، وهي بمثابة الكسب بالوسائل الاحتيالية أو بالقوة”.

وأعلن تشانغ يي مينغ، الرئيس التنفيذي العالمي المؤسس لشركة بايت دانس، أن الشركة تتحرك بسرعة لإيجاد حلول للقضايا التي تواجهها على مستوى العالم.

وقال “يمكنني أن أؤكد لكم أننا نطور حلولا ستكون في مصلحة المستخدمين والمبدعين والشركاء والموظفين”، موضحا أنه يبذل قصارى جهده لحماية “تيك توك” الذي يعتبره أهم ورقة رابحة لتحقيق تخطيط إستراتيجي عالمي.

وحسب بيانات نشرتها “رويترز”، فإن إيرادات “تيك توك” لعام 2020 من المتوقع أن تصل إلى مليار دولار أميركي، وهو ما يمثل نحو 3.5% من إجمالي الإيرادات المستهدفة لـ “بايت دانس”.

ويرى متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن المكانة التي وصل إليها تيك توك في الولايات المتحدة، دفعت تطبيقات مشابهة للتضيق عليه بعد أن فشلت في تكرار نموذجه.

ووفقًا لبيانات تحليلية، فإن “تيك توك” كان من بين أفضل 5 تطبيقات تحتوي على أكثر التطبيقات تنزيلا في العالم لعام 2020.

ويقول الصحفي وانغ جيا يي ، إن تيك توك يعد وسيلة ضرورية للتعبير الإبداعي، وهو مهم للشباب الأميركي لتنشئة شخصيتهم، كما أنه مصدر رزق للبعض الآخر “بهذه الطريقة، قطعت الولايات المتحدة بالفعل شريان الحياة الحيوي للمجموعة الشابة، لأغراض سياسية”.

ويتمتع تيك توك بشعبية في الخارج لا تقل عن شعبية النسخة الأم “دويين” في الصين، التي حققت مجتمعة حتى نهاية أبريل/نيسان 2020، تنزيلات عالمية تجاوزت ملياري مرة، بنشاط شهري 1.5 مليار، حيث يغطي العمل 150 دولة ومنطقة بـ 75 لغة.

لكن مراقبين يرون أن الهدف الذي وضعه الرئيس التنفيذي العالمي المؤسس لشركة بايت دانس، بأن يأتي نصف المستخدمين من الخارج بحلول عام 2021، بات أمام تحد كبير في ظل مؤشرات تؤكد فقدانه للسوق الأميركية.

المصدر | الجزيرة

0 0 vote
Article Rating
20

Advertisements
Advertisements

, , , ,
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

التصنيفات