الزائرون لإسطنبول لا يستمتعون فقط بلذة المثلجات بل يقضون ذكريات لا تنسى مع ملاعبات بائعيها وحركاتهم الطريفة
11.07.2023 – محدث : 11.07.2023
نقلا عن الأناضول
بلباسهم التقليدي وأرواحهم المرحة ومناوراتهم السريعة ينتشر بائعو المثلجات في المناطق التي يرتادها السياح بإسطنبول، ويشهدون إقبالا واهتماما من الزائرين.
فبالإضافة إلى لذة مثلجاتهم، فإن الحركات التي يؤديها البائعون وملاعبتهم للزبائن تجذب لهم دائما المشترين، حيث لا يكاد يأتي زائر إلى إسطنبول دون أن يشتري منهم.
هؤلاء الباعة لا يعطون المشتري المثلجات على الفور، بل قبل ذلك يقومون بمناورات عبر قضيب معدني يضعون عليه المثلجات، وعندما يحاول المشتري سحب المخروط الذي توضع فيه المثلجات يخطفه البائع من بين أيديهم ثم يعيد الكرة مرات ومرات.
ورغم محاولات الزبائن الإمساك بمخروط المثلجات يفشلون في كل مرة ولا يأخذونه حتى يقرر بائع المثلجات أخيرا أن يعطيهم إياه.
وتضفي هذه الحركات متعة خاصة على شراء المثلجات وتناولها وتشكل عنصر جذب للزبائن، وتسهم كذلك في رسم البسمة على وجوه الزبائن.
ويقوم كثير من الزوار بتصوير هذه التجربة المرحة لتبقى ذكرى جميلة من بين ذكريات زيارتهم للمدينة.
حتى إنه يمكن القول أن تجربة السياحة في إسطنبول لا تكتمل دون المرور بباعة المثلجات، وقضاء تلك اللحظات الطريفة معهم قبل تذوق طعمها اللذيذ.
وبفضل الإقبال عليها لا يكاد يخلو شارع في المناطق السياحية من بائع مثلجات بهذا الطراز، حتى باتوا أحد وجوه السياحة في تركيا.
ويلجأ بعض باعة المثلجات لرفع صوت الأغاني والرقص عليها، فيما ينادي آخرون على الزائرين للفت انتباههم، ويحفظ العديد منهم كلمات الترحيب بمختلف اللغات، ويدعون المارة من خلالها للمرور عليهم والتمتع بلذة مثلجاتهم ومناوراتهم الطريفة.
ويعود أصل هذا التقليد في بيع المثلجات إلى مدينة قهرمان مرعش جنوبي تركيا، المدينة التي تشتهر كذلك بصناعة أجود أنواعها على مستوى العالم.
حيث ظهر هذا النوع من المثلجات المصنوع من حليب الماعز قبل نحو 168 عاما، ومعها ظهر باعة المثلجات بشكلهم التقليدي، الذي حافظوا عليه حتى يومنا هذا.
ورصدت الأناضول أحد باعة المثلجات في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم بإسطنبول، حيث تجمع الناس حوله يشترون منه المثلجات ويضحكون في كل مرة يظنون أنهم تمكنوا من إمساك مخروط المثلجات، ويختفي فجأة من بين أيديهم ثم يعود.
وعندما يتمكنون من الإمساك بالمخروط تختفي المثلجات فوقه، ولما تعود المثلجات فوق المخروط يختفي الاثنان معا، وهكذا يتكرر الأمر حتى يقرر البائع أن يتركها في يد الزبون ليأكل منها.
ولا تقتصر هذه التجربة على الكبار بل تشمل كذلك الأطفال الذين يستغرب بعضهم من الحركات وينتظرون ببراءة أخذ مثلجاتهم.
وبعض الأطفال يحاولون أخذ المثلجات وسحبها في غفلة عن البائع، وعندما لا يفلحون في ذلك يرتسم الغضب على وجوههم.
وحين يرى البائع ذلك يعطيهم إياها على الفور، لتعود البسمة على محياهم وقد حصلوا على ما يريدون.