الكونتور … Contouring

375
Advertisements

“المرأة بلا صباغ كالطعام بلا ملح”

هكذا ربط الفيلسوف اليوناني بلوتس بمقولته هذه جمال المرأة بمساحيق التجميل التي وجدت من عصور ماقبل الميلاد بكثير.
فمنذ أكثر من 6 آلاف سنة قبل الميلاد, استخدم المصريون القدماء مستحضرات التجميل بأنواعها البدائية
فكانت المرأة الفرعونية تستخدم زيت الخروع وزيت الزيتون وماء الورد ,وكريمات شمع العسل للعناية بالبشرة والشعر ووصفات لتبييض البشرة وترطيبها, وكانوا أول من استخدم الكحل والحنة في التزيّن, لتنتقل هذه المستحضرات من بعدها الى اليونان القديمة ومن ثم الى العالم أجمع.

وعلى الرغم من التغييرات والتطورات التي حصلت بالنسبة لهذه المستحضرات ولكنها ظلت عبر العصور والحضارات مرافقة للمرأة في إبراز جمالها وأنوثتها مع اختلاف طرق استخدامها, فأحيانا كانت ترمز إلى طقوس دينية معينة أو إلى أعراف وتقاليد ترجع لحضارة ما.

ولكن مع دخول القرن الواحد والعشرين لم تعد مستحضرات التجميل تقتصر على الكحل الأسود وبعض الأحمر على الشفاه والخدين أو الزيوت العطرية والنباتية القديمة, بل على العكس انتشرت بشكل أوسع وأضخم وأنشأت شركات عالمية لتصنيع هذه المستحضرات لتصبح عالماً خاصاً بذاته.
ولايسعنا عند التحدث عن عالم المكياج إلا أن نسلط الضوء على آخر موضة ظهرت فيه:

(الكونتور contouring)
وهو تقنية تعتمد وبشكل كلي على مبدأ الاضاءة والتظليل حيث نطبق فيها كريم الأساس والبودرة الحرة بألوان متفاوتة فاتحة وغامقة ولكن بتجانس مع لون البشرة الأصلي والهدف منها إخفاء عيوب البشرة وإبراز ملامح الجمال فيها, فاستخدامنا لمساحيق التجميل بهذه الطريقة يجعلنا نبتكر أشكال وتأثيرات مختلفة (بإضفاء إضاءة على مناطق محددة من الوجه وإخفاء أجزاء أخرى بالتظليل) .

Advertisements
Advertisements

إن أول من ابتكر هذه الطريقة هم العاملون في المسرح لابتداع أشكال وجوه شخصيات مختلفة, ولكن الفرق بين طريقة المكياج المسرحي أو ما يسمى حالياً (السينمائي) وطريقة المكياج الجمالي, بأن الأول غالباً ماتتم المبالغة فيه بالتظليل لتغيير الشكل تماماً, أما المكياج الجمالي فيكون هدفنا فيه إخفاء العيوب وجعل شكل الوجه أقرب للواقع
وانتشرت طفرة الكونتور بشكل كبير جداً منذ بداية سنة 2015 حيث زاد البحث على غوغل عن (تحديد الملامح) في هذه السنة بنسبة 123%.

ولم تقتصرعلى المكياج فقط بل امتدت بشكل أوسع لتصل إلى الشعر لإتمام ما بدأوه في كونتور الوجه, أي تحديد ملامح الشعر بما يتناغم مع شكل الوجه بأبعاده الثلاثة, حيث تعزز نضارة وتألق الشعر المحيط بالرأس عن طريق استخدام توزيعات لونية وتقنيات التفتيح, فتستخدم الدرجات اللونية الأغمق والأفتح .
والكونتور لم يعد حكراً على خبراء التجميل فحسب بل أصبحت النساء بكافة الأعمار تلجأ إلى هذا التكنيك أمام مرآتها ليجعلنا هذا مدينون بالاعتذار لصاحب مقولة:

(الأنثى التي تكتفي ببعض الكحل وأحمر الشفاه الهادئ هي أنثى أنيقة وفخمة)
أناقة المرأة لم تعد تقتصر على كحلها وأحمر شفاهها فقط, فالسوشيال ميديا وتقنيات التصوير المتقدمة لم تترك لنا من البساطة شيء.


حنان المسوتي

0 0 vote
Article Rating
20

Advertisements
Advertisements

, , , , , , , , , , , ,
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

التصنيفات