مقدمة
التعليم هو المحرك الأساسي في تطور أي أمة من الأمم فبدون التعليم يصبح المجتمع ضعيف وهش ولا يقف على أساس ففي التعليم خدمة للمجتمع والبلاد التي نعيش فيها.
قوة أي مجتمع تكمن في أفراده المتعلمين والعلماء وتزيد قوة قدرات المجتمع كلما قلة نسبة الجهل فيها.
يعد التعليم الركيزة الأساسية لبناء الأمم المتحضرة ، لذا سعت الدول النامية منذ نيل استقلالها في النصف الثاني من القرن العشرين إلى الاهتمام بالتعليم، لإزالة عوامل التخلف، والالتحاق بمركب الأمم المتحضرة.
لا شك أن النهوض بالتعليم في أي دولة يتطلب موارد مالية وبشرية كبيرة بشكل دائم وهو غير متاح في العديد من الدول، لكل التطور العلمي وشبكة الانترنت قد تساعد إلى حد كبير في توفير المال والكادر البشري حسبما تشير تجارب بعض الدول المتقدمة.
على الحكومات والمجتمعات في كل دولة العالم أن تدرك أن الاستثمار في التعليم هو رابح على صعيد الفرد والمجتمع وسيعود بالفائدة على الدولة حتما، وأن التعليم الذي لا يتماشي مع العصر ومتطلبات التنمية هدر الثروة الوطنية.
أن التعليم يقوم ببناء أجيال و أفراد قادرة على التغيير والتقدم والنجاح والنهوض في شتي المجالات ومن خلال التعليم أيضا يجعل المجتمع ذات قوة وصلابة في كامل أركانه ومن الصعب انهياره أو تفتيت المجتمع لأنه تم بنائه على أسس علمية وبالعلم.
ولكون التعليم هو الركيزة الأساس لبناء المجتمع وتطور وتقدم البلد بدأت سياسة تركيا التعليمية وتوجهاتها في التربية والتعليم خلال العقدين الماضيين بخطي واثقة وناجحة وكان دور حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا واهتمام قيادة الحزب الحاكم متمثلة بالرئيس رجب طيب أردوغان الأثر البالغ في النهوض بمستوى التعليم في تركيا ليضاهي مصاف الدول المتقدمة.
تجارب الدول المتقدمة في التعليم
بريطانيا: اختصر رئيس الوزراء البريطاني أولويات سياسته الثلاثة في الانتخابات التشريعية لسنة 1997م في شعار التعليم، التعليم، التعليم قاصدا تكرار لفظة التعليم أن جوهر كل إصلاح وأساسه هو التعليم وأن حزبه وحكومته ستركز على هذا القطاع أكثر من تركيزها على أي قطاع آخر.
ألمانيا: عند سؤال المستشارة الألمانية ميركل عن سر اهتمام دولتها بالتعليم والتربية فأجابت بكل بساطة تكلفة الجهل غالية جداً .
ماليزيا : يقول مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا ( أن أهم درس تعلمته من تجربتي في الحكم أن مشاكل الدول لا تنتهي لكن علاجها جميعا يبدأ في التعليم )
حيث قامت الحكومة الماليزية بعدد من الإجراءات لتحسين جودة التعليم منها :
- إجراء إصلاحات في المناهج مع العمل على زيادة استخدام تكنولوجيا التعليم كما اتحدت إجراءات عديدة من أجل إحداث الفعالية والكفاءة في النظام الإداري للتعليم.
- الاهتمام بالعملية التعليمية داخل الصف الدراسي والجوانب الإدارية المختلفة في النظام التعليمي.
- الاهتمام بالمعلم
- مراجعة المقررات وتطويرها
- الاهتمام بالمتعلمين وتوفير الأجواء اللازمة والمساعدة
فنلندا : تعد فنلندا نموذجاً تعليمياً يحتذي به فقد استطاعت أن تتفوق على تجارب أخرى في أمريكا وأوروبا من خلال اعتبار التعليم هدفا وغاية وأساسا لصناعة الأجيال من أجل التنمية وخدمة الوطن.
وأصبحت هناك قناعة تامة لدى الجميع بما فيهم الحكومة والمدارس والطالب والمجتمع بأهمية التعليم، والبحث العلمي والتدريب.
واستطاعت التجربة الفنلندية أن توجد تناسقا وتكاملا في عناصر العملية التعليمية وتوفر لها كل الإمكانيات والمناخ التعليمي المناسب فوفرت الإمكانيات المادية والفنية المناسبة والبني الأساسية الضرورية للعملية التعليمية كالمختبرات والمشاغل العلمية.
حيث اهتمت فنلندا بتأهيل المعلمين وتدريبهم واختيار الكفاءات المناسبة مما أهلها إلى أن تكون في مقدمة جودة التعليم.
ونلاحظ الدول التي حققت معجزات اقتصادية في العقود الأخيرة كاليابان وكوريا الجنوبية وهوتك كونك والتايوان وسنغافورة هي بالضبط الدول التي تبدى تطور كميا وكيفيا في منظومتها التعليمية ويتجلي التطور الكمي في المستويات الدنيا للأمية والنسب العالية للمسجلين في المدارس والمعاهد والجامعات حيث تعتبر من الدول الأولي من حيث جودة التعليم على المستوي العالمي التي حققت قفزات كبيرة على مختلف الصعود خلال فترات زمنية قصيرة وصارت في عداد الدول الأكثر تطورا ورخاء رقم افتقارها إلى الموارد الطبيعية وذلك بفضل جودة التعليم في هذه الدول.
أن إمكانية تحويل التعليم إلى اداة للتقدم الحضاري أمراً ليس بالعسير إذ ما توفرت إرادة حقيقة لتحقيق ذلك وهذا ما يمكن لمسه بجلاء في نموذج كوريا الجنوبية التي كانت في عام 1950م دولة مدمرة إثر الحرب وكانت نسبة الأميين من أبنائها عالية جداً، حيث تمكنت خلال 25 عاماً من بناء نظام تعليمي أنتج أفضل المستويات التعليمية على المستوي الدولي.
قد حدث الأمر ذاته مع فيتنام التي عانت للفترة 1955-1975م من صراع مدمر اذ أن المستوي العلمي اليوم لطلبتها البالغين 15 عاماً يوازي اقرأنهم في ألمانيا.
اهتمام الحكومة التركية بالتربية والتعليم
يلاحظ جميع المتابعين للشأن التركي تقدم وتطور نظام التعليم في تركيا بشقيه الأساسي والعالي بشكل ملحوظ من حيث الجودة والكمية وتنعكس هذه الجودة على نظام قوائم التصنيف الدولية التي نرى تقدم تركيا من سنة لأخرى وفقا لهذه المقاييس العالمية.
أن تقدم الجامعات التركية يكون من خلال دراسة عالية الجودة وهي جزء لا يتجزأ من مجال التعليم الأوروبي. حيث يمكن لجميع الطلاب مواصلة تعليمهم في الدول الأخرى من خلال نظام ECTS نظام تحويل الرصيد الأوروبي ) ويمكنهم الحصول على شهاداتهم المعترف بها من قبل الدول الأخرى.
فقبل حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا كان الدفاع الوطني أول بند من بنود الإنفاق أما اليوم فقد أصبحت التربية والتعليم هو الأول من حيث الأنفاق وهذه الرؤية لا تزال مستمرة ويمكن أثبات ذلك من خلال التقدم بمستوي التعليم العالي خلال السنوات وكما يلي :
- سنة 2000 عدد الجامعات 76 جامعة وعدد الطلاب 2 مليون و949 ألف طالب
- سنة 2002 ميزانية التعليم الوطني قدرت 11 مليار ليرة.
- سنة 2009 ميزانية البحوث والدراسات العملية بلغت 8.5 مليار ليرة
- سنة 2010 عدد الجامعات 146 جامعة وقد بلغ عدد الطلاب الجامعيين 3 مليون و 107 ألف طالب
- سنة 2012 عدد الجامعات 180 جامعة وعدد الطلبة الجامعيين في تركيا 4 ملايين طالب من بينهم أكثر من 50 ألف طالب أجنبي
- سنة 2014 عدد الجامعات 185 جامعة من بينهما 109 جامعة حكومية
- سنة 2008 عدد الجامعات 202 جامعة وميزانية التعليم الوطني 134 مليار ليرة في عام 2018 ويتجاوز هذا الرقم 150 مليار ليرة تعادل 47 مليار دولار مع مساهمات الوزارات الأخرى والمتبرعين
- سنة 2019 عدد الجامعات 207 جامعة
وقد تم اختيار 6 جامعات تركية من بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم واحتلت الجامعات الباقية منها مراتب عالمية مرموقة وجاءت تركيا في التسلسل ال25 بين الدول الأكثر إنفاقا على طلاب التعليم العالي 2013 بمبلغ 10638 دولار للطالب الواحد وفي عام 2014 بلغ مجموع الإنفاق الحكومي على التعليم بحدود 113 مليار ليرة أي بزيادة 13% مقارنة بالعام 2013.
كانت حصة التعليم من الأنفاق الحكومي 6.4% في 2013 وارتفعت إلى 6.5 في عام 2014. ازدادت حصة الطالب من نفقات العليم من 3800 ليرة في عام 2011 إلى 5400 ليرة في عام 2014 وفقاً لمركز الإحصاء التركي.
اهتمام الرئيس أردوغان في التربية والتعليم
كان الاهتمام الرئيس أردوغان الأثر الكبير في رفع مستوى التربية التعليم في تركيا من خلال البرامج الحكومية التي يقودها حيث يركز على التعليم بصورة خاصة وحتى في لقائته وزيارته للمؤسسات التربوية والتعليمية في تركيا ونلاحظ أيضاً اهتمامه بالمعلم وذلك من خلال تقبيله ليد معلمه وبهذا يثبت للعالم أهمية وسمو دور المعلم والمربي
الرئيس أردوغان في حفل أقيم بمدينة إسطنبول افتتاح عدد من المدارس الجديدة وافتتاح العالم الدراسي الجديد2019-2020
- أنشأنا البنية التحتية في مجال التعليم من جديد وذلك من خلال القيام بإجراءات كبيرة وهامه هي الأكثر شمولية في التاريخ
- خصصنا الحصة الأكبر من ميزانيتنا كل عام للتعليم
- رفعت وزارة التربية والتعليم ميزانيتها من 7.5 مليار ليرة تركية (1.3 مليار دولار ) إلى 114 مليار ليرة (20مليار دولار )
- خفضنا عدد الطلاب في الصف الواحد من خلال إنشاء 309 ألاف وحده دراسية جديدة
الرئيس أردوغان خلال وضع حجر أساسي لمجمع رجب طيب أردوغان في جامعة مرمرة بمدينة اسطنبول التركية الجمعة الموافق 29/11/2019
- رفعنا عدد الجامعات في بلادنا من 76 إلى 207 لتلبية تطلعاتنا في التعليم العالي
- الجامعات التركية مصدر للفخر بمراتبها المتقدمة في التصنيفات العالمية
الرئيس أردوغان في كلمة ألقاها في العاصمة التركية أنقرة بمناسبة افتتاح العام الجامعي الجديد يوم الأربعاء الموافق 18/9/2019
- عدد سكان ألمانيا هو نفسه تقريبا عدد سكان تركيا إلا أنه في ألمانيا يبلغ عدد الطلاب التعليم العالي 3 ملايين طالب في حيت يبلغ عددهم في تركيا 8 ملايين
- عدد الجامعات في تركيا ارتفع من 76 جامعة إلي 207 وان عدد الطلاب ارتفع من 1.6 مليون إلى 8 ملايين طالب
- مليون و613 ألف طالب يستفيدون من المنح الدراسية في الجامعات التركية
- رفعنا ميزانية التعليم من 10 مليارات ليرى تركية إلى 161 مليارا ليرة
الرئيس أردوغان في العاصمة أنقرة خلال افتتاح السنة الأكاديمية الجديدة للتعليم العالي في تركيا يوم الأربعاء الموافق 05/10/2018
- يردد( وقل ربي زدني علما ) ويؤكد على أهمية التعليم في بناء المستقبل
- ضرورة تطوير وتعزيز نظام التعليم من أجل بناء مستقبل آمن للبلاد
- نحن نهدف إلى إنشاء نظام تعليمي يضمن للطلاب دخول الجامعات دول الحصول على دعم خاص من منظمات أو أفراد
الرئيس أردوغان خلال حفل افتتاح 80 مدرسة و 59 صالة للألعاب الرياضية المدرسية أقيم في مدرسة عاكف أينان للأئمة والخطباء في منطقة باشاك شهير في اسطنبول يوم الأحد الموافق 03/04/2018
- سنحدث ثورة تعليمية في تركيا خلال القترة القادمة
- الحكومة عاقدة العزم على إحداث ثورة في مجال التعليم
الرئيس أردوغان خلال افتتاح مجمع أسان بوغا لجامعة يلدريم بيازيد يوم الجمعة الموافق 02/12/2016
- يوجد في تركيا 95 ألاف طالب أجبني يتلقون تعليمهم في تركيا بالمراحل الجامعية والماجستير والدكتواره
- على الجامعات أن تخفي الحدود فيما بينها وأن لا تكون محصورة داخل مبانيها فعلى الجامعات أن تتبادل الطلاب والأساتذة وأن يكون فيما بينها جهود مشتركة
- أدعم أن يكون هناك تعاون بين المؤسسات التعليمية العالية بين الدول
- تركيا لا توفد فقط طلابها إلى الخارج بل تستقبل الآلاف من الطلب الأجانب أيضا
- يجب أن تنافس الجامعات التركية مؤسسات التعليم العالي في العالم بل أن تتفوق عليها
الرئيس أردوغان خلال مشاركته في القمة العالمية الأولى للتعليم التي نظمتها جمعية التعليم المستقبلي التركية يوم السبت الموافق 26/03/2016 في مدينة اسطنبول
- تركيا قطعت شوطاً كبيراً في تطوير النظام التعليمي
- تم تعين 542 ألف معلم خلال الأعوام ال13 الماضية في تركيا بعد أن كان عددهم 544 ألفا خلال عام 2002 ليصل بذلك العدد الإجمالي إلى 923 ألفا و 133 معلما بعد استثناء المتقاعدين خلال تلك الفترة .
- توزيع مليوناً و 438 ألف حاسب لوحي للطلاب والمعلمين وتزودي المدارس ب 432 ألاف سبورة ذكية تفاعلية و 50 ألاف طابعة متعددة الوظائف في إطار مشروع الفاتح
- إنشاء 250 ألف صف دراسي جديد خلال السنوات ال 13 الأخيرة في 81 ولاية تركية ورفع العدد الكلي للصفوف في المدارس إلى أكثر من 581 ألف فضلا عن إنشاء قاعات رياضية مغلقة في الكثير من المدارس ومنح الكتب الدراسية بشكل مجاني للطلاب وإنشاء ثانويان خاصة بالرياضة والعلوم الاجتماعية