تلبية الرغبة الأساسية للإنسان تتمثل في سعيه الدائم أن يرتقي بنفسه وأن يتحول باستمرار إلى ما هو أفضل، وهذا السعي تقف أمامه الكثير من المعوقات، ولعل من أهمها الإلحاح الداخلي لديه في أن يرتبط بكل ما هو ثابت وتقليدي في حياته.
الإنسان تنطبع بداخله الصورة التي يرسمها لنفسه فلو اعتقد انسان أنه فاشل فإن هذا الشعور والإحساس سيتملكه ويتسع وينتشر لديه حتى يسيطر عليه تماماً فيفشل بالفعل ويسمى التعميم السلبي.
نجد كل إنسان مبرمجاً بطريقة معينة منذ الصغر ويكبر على هذه الطريقة، ويتصرف ويتكلم بناءً على هذه الطريقة ويأخذ القرارات من خلال هذه البرمجة.
يمكن تغير هذه البرمجة فهي تتم في المخ في مكان معين وتحدث بالحواس الخمسة فإذا حدث أي تغير في هذه الحواس فإن المخ لن يعرفها.
يكتسب الفرد هذه البرمجة من الأسرة والمدرسة والأصدقاء ووسائل الإعلام والمحيط الاجتماعي ككل.
لقد ميز الله الإنسان بالعقل ليكون خادمه لا مديره، فإن جعلته مدير، فسوف يدير لك فقط الملفات العلفية التي تمت برمجتها في الماضي. أشار باحثو جامعتي سان فرانسيسكو وهارفارد إلى 90% منها ذو أثر سلبي، لأن الفرد يكتسبها من المحيط الاجتماعي دون أي إدراك أو تحكم منه، وقد تكون غير مناسبة للفرد وطبيعة معيشته في الحياة.
يعتبر الإنسان في منتهي القوة لكن التركيبة هي التي تكون غير صحيحة، فلا نجد طفلاً يولد محبطاً.
يجب على الإنسان تغير تركيبة أفكاره التي تسبب في أحاسيس سلبية إلى أفكار ينتج عنها أحاسيس إيجابية تتغير التجربة وعندما يعود إليها المخ مرة أخرى يجد أنها قد تحولت إلى مهارة تحولت إلى قدرات.
لقد اعتاد معظم الناس أن يعيشوا إما داخل الماضي منقطعين عن الحاضر والمستقبل، وإما أن يحلقوا في آفاق المستقبل الواسعة دون ربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
لذلك يجب أن نقول على الإنسان الذي يسعى إلى القمة أن يستفيد من ماضيه جاعلاً منه قوة دافعة تعينه على تحقيق أهدافه في المستقبل.
فليس معنى أن شخصاً ما قد فشل في تجربة سابقة له أنه سيكرر هذا الفشل مرة أخرى إذا مر بنفس التجربة، بل على هذا الشخص أن ينظر إلى الأسباب التي أدت إلى حدوث هذا الفشل ويحاول أن يتجنب تلك الأسباب في مستقبله فيكون ماضيه هو المساعد له على تجنب الوقوع في الفشل.
إن التعميم السلبي هو التركيز على شيء معين صغير ثم تعميم هذا الشيء، فمثلا الشخص المتضايق من شي يقول البلد كلها سيئة، فإذا عمم الإنسان أمراً فلن يستطيع أن يتخذ قراراً فالشخص الذي يقول أنا مضطرب نفسياً عمم الأمر وضخمه فتكون أحاسيسه مضخمة أيضاً
لذا يجب على هذا الشخص يعرف ما الذي يؤرقه فعلاً ويبدأ بمعالجته فيخرج بذلك من التعميم إلى التشخيص.
بمعنى أنه ليس هناك فشل وإنما هناك خبرات وتجارب فالشخص الفاشل ناجح في فشله، لأن العقل البشري يعينك بما تعطيه وتزوده من أفكار، فإذا أوحيت إليه بأنك فاشل فإنه ينمي لك تلك الفكرة ويمدك بكل الدعم الذي يؤكد ذلك ويبعث في الجسم المشاعر والأحاسيس المصاحبة للفشل فهذا نجاح عقلي في الفشل.
أن رأي الأخرين فيك لا ولم ولن يدل عليك، لان هذا الرأي يكون مبنياً على قيم ونظام وتفكير هؤلاء الآخرين، لا قيمك أنت ولا تفكيرك أنت ولا مفهومك أنت وأنت والجميع معجزة من الله سبحانه فكيف لشخص أن يحكم على شخص آخر ليحدد مصيره!!