تكريم أفضل المندوبين المشاركين من محتلف دول العالم
اختتمت الاثنين الماضي التاسع من أيار لعام 2022، فعاليات القمة الدولية الثالثة لمحاكاة منظمة التعاون الإسلامي للمدارس الثانوية، والتي احتضنتها مدينة اسطنبول في الفترة مابين 6 و9 من الشهر الجاري، والتي كانت بتنظيم من وقف باي أوغلو للتعليم والثقافة وطلاب ثانوية باي أوغلو للأئمة والخطباء النموذجية
وبرعاية منتدى شباب التعاون الإسلامي وتحت شعار “تأسيس السلام العالمي نحو عالم أكثر عدلاً”، وذلك بمركز المؤتمرات بفندق غراند جواهر في مدينة اسطنبول
حيث تم الإعلان عن القررات النهائية التي خرج بها المشاركون في القمة وتم تكريم الفائزين في القمة كأفضل المندوبين لمختلف اللجان التي احتوتها القمة.
حيث شارك في هذا الحدث الدولي 224 طالبا مندوبًا من 56 دولة أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمناطق التي تعيش فيها الجاليات المسلمة وأكثر من 40 مدرسة من أنحاء تركيا.
وجاءت هذه القمة لترسخ الأهداف التي تم التأكيد عليها في رؤية التعليم لعام 2023 لوزارة التربية الوطنية التركية، كتنمية مهارات الطلاب في اللغات الأجنبية والتفكير التحليلي وحل المشكلات وتطوير مهارات الحوار واكتساب كفاءة التفاوض الدبلوماسي.
حضر حفل اختتام القمة الدولية الثالثة لمحاكاة منظمة التعاون الإسلامي للمدارس الثانوية كل من نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الدكتور البروفيسور نعمان كورتولمش ونائب رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية في المجلس الأمة التركي الكبير السيد محمد أمين أكباش أوغلو، ونائب وزير التعليم الوطني التركي الدكتور نظيف يلماز، ورئيس وقف بيك أغلو للتعليم و الثقافة السيد شعبان كورت، و رئيس منتدى التعاون الإسلامي للشباب السيد طه آيهان والأستاذ محمود يليك مدير ثانوية بيك أوغلو للأئمة والخطباء، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات والمفكرين ومدراء المؤسسات التعليمية والأساتذة والطلاب.
نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الدكتور البروفيسور نعمان كورتولمش وخلال كلمته التي ألقاها الحفل تطرق إلى عديد القضايا الراهنة الحساسة وكذا أهم التحديات التي يواجهها العالم أجمع.
حيث قال كورتولموش: “إن إنشاء نظام عالمي جديد عادل أمر ضروري ليس فقط للمسلمين ولكن للبشرية جمعاء، إنهم كانوا يقاتلون من أجل إنشاء عالم جديد وعادل طوال حياتهم”.
وأشار كورتولموش إلى أن الشباب المشاركين سيرون أنه تم إنشاء نظام عالمي جديد، وأن هناك هيكلًا جديدًا للأمم المتحدة ، وأن بنية سياسية واقتصادية جديدة آخذة في الظهور في العالم، وأنهم سيقودونها.
مشيرًا إلى أن جميع المشكلات التي يتم التحدث عنها على نطاق عالمي تقريبًا ليست هي المشكلة نفسها، ولكن هي نتائج لحزمة من المشاكل. وفي هذا السياق: “عندما نفتح أفواهنا في الأوساط الأكاديمية والسياسة وفي كل مكان، نتحدث عن الاحتباس الحراري وتغير المناخ وهذا ليسا سببًا، بل نتيجة.
إنه نتيجة لنماذج التنمية الخاطئة التي طرحها النموذج الرأسمالي، النموذج الرأسمالي الوحشي، الذي يسعى إلى تخصيص كل خيرات العالم لنفسه. والتخلص منها قدر الإمكان.”
وشدد كورتولموش على أن الإرهاب وعدم المساواة في الدخل والجوع وأزمات الغذاء هي أيضًا عواقب وخيمة، وشدد على أن تزايد العنصرية وكراهية الأجانب وأزمات الهجرة وكراهية الإسلام التي تتطور في العالم الغربي هي أيضًا عواقب وتحديات حساسة في الراهن وأولئك الذين يحرضون على الأجانب وكراهية الإسلام يجب أن يلوموا أنفسهم أولاً، مشيرًا إلى أن موضوع الهجرة مهم ويناقش في أوروبا”.
وفي إشارة إلى وجود مفاهيم خاطئة وعمليات بشأن قضية الهجرة في تركيا مؤخرًا، صرّح كورتولموش إنهم لا يستطيعون النظر إلى هذه القضية من خلال كراهية الأجانب مثل الآخرين معربًا عن تفكيرهم في مشاكل الناس وكيفية حل مشاكلهم، حيث قال:
” أتمنى أن نحل قضية الهجرة التي نتجت عن مشاكل عالمية، من خلال استخدام سياسات معقولة ومناسبة حقًا، دون تحويلها إلى أداة لزيادة العنصرية وتطوير الفاشية. جميع المشاريع لإخواننا وأخواتنا المهاجرين للعودة بأمان إلى بلادهم، وخاصة إخواننا السوريين، الذين تضخّمت أعدادهم في تركيا “. وربما تظهر التفاصيل بعد اجتماع الحكومة اليوم. وسيعود إخواننا وأخواتنا السوريون طواعية إلى سوريا، حيث هربوا من القنابل والأسلحة الكيماوية للبقاء على قيد الحياة. حالما يتم ضمان السلامة والأمن هناك “.
رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان اعتذر عن حضور القمة وأبرق برسالة شكر وتقدير لكل المنظمين لهذا الحدث، وقبل إلقاء كلمة الدكتور البروفيسور نعمان كورتولموش ، تمت قراءة برقية رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان بخصوص القمة.
والتي رحَّب فيها بكل الشباب والضيوف وكل الوفود المشاركة في القمة باسمه وباسم تركيا حكومة وشعبا، في مدينة التاريخ الجميلة اسطنبول.
كما شكر المنظمين على دعوته لحضور فعاليات القمة مع تمنياته لهم بالتوفيق والنجاح سائلا العلي القدير أن تكون هذه القمة مفتاحا للخير وللسلام في العالم الإسلامي أجمع.
وقال في رسالته للقمة أيضا: “وتنعقد هذه القمة بينما يواجه العالم كله ولا سيما العالم الإسلامي مشاكل خطيرة من الحروب إلى الأزمات الاقتصادية ومن الإرهاب إلى عدم الاستقرار السياسي، لذا أتمنى أن تسهم هذه القمة في تقوية مشاعر الأخوة والتعاون بين شبابنا حول العالم، وفي هذه المناسبة أهنئ كل المؤسسات الداعمة والفاعلة في هذه القمة الهامة والقيّمة التي تجمع شباب الأمة باعتبارهم ضمان لمستقبل العالم الإسلامي. وأرجو منكم أن تبلّغوا سلامي من أعماق قلبي لأوليائكم ولأصدقائكم في بلدانكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
رئيس مؤسسة وقف باي وغلو للتعليم والثقافة السيد شعبان كورت؛ وخلال كلمته التي ألقاها قال: نحن ننفذ هذا المشروع الناجح ضمن البروتوكول الذي وقعناه مع منتدى شباب التعاون الإسلامي. بالتعاون مع طلاب مدرسة باي أوغلو للأئمة والخطبا ء، حيث قمنا بعمل برنامج جيد جدًا في كل مرحلة من مراحل هذا المشروع، وصولاً إلى أدق التفاصيل. إنه لمن الرائع أن نرى الطلاب من جميع أنحاء العالم معًا مجتمعين هنا.
وستظهر جماليات وايجابيات هذا البرنامج الدولي فعليا في الفترة القادمة بعد عودة المشاركين إلى بلدانهم وإبلاغ مدارسهم في مناطقهم الخاصة بالقرارات التي اتخذوها هنا. موضوعنا هذا العام هو السلام الدولي من أجل عالم أكثر عدلاً.
توفير السلام والعالم العادل هو متاح في قوانيننا الخاصة “.
ومن جهته السّيد: طه أيهان رئيس منتدى شباب التعاون الإسلامي (ICYF) وخلال كلمته التي ألقاها في حفل الاختتام قال: “يسعدنا أن نكون قادرين على استضافة أكثر من 224 مندوبًا من 56 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي ودول بها مجتمعات إسلامية كبيرة.
وسيواصل شبابنا تقديم مساهمات مهمة جدًا لمجتمعاتنا من خلال تطوير مهاراتهم وكفاءاتهم. كما أن مصير دولنا مرتبط بشكل مباشر بقدرات شبابنا ودورهم في المجتمع. بصفتنا ICYF ، نواصل جهودنا لجعل عملهم أسهل ففي العامين الماضيين جمعنا ما يقرب من ألف شاب من 56 دولة مختلفة تحت سقف واحد ، مما ساهم في تطويرهم على المستوى الشخصي. حيث نتولى مشاريع يقودها شبابنا تحت عناوين مختلفة مثل ريادة الأعمال والمجتمع والثقافة والصناعة وغيرها من المشاريع العالمية الهادفة.
وسوف نستمر في الوصول إلى المزيد من الشباب ، وتطويرهم تحت هذا السقف ، والمساهمة في الطريقة التي يصبحون بها أفراداً فاعلين في مجتمعاتنا.
وفي نهاية القمة التي استمرت 4 أيام، قام شباب الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بتجميع مقترحات الحلول حول بنود جدول الأعمال.
وتم التوقيع على الإعلان، الذي تم إعداده في ضوء نصوص القرارات المكتوبة بما يتماشى مع هذه الاقتراحات، وإرساله إلى الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
حيث تم التأكيد في الإعلان على ضرورة تعزيز أواصر الوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية والدول الأعضاء، تم التأكيد على ضرورة تنمية ثقافة الحوار والسلام على المستوى الدولي في الإعلان، الذي ذكّر قضية فلسطين والشريف القدس كشرطين لا غنى عنهما للسلام ، تم لفت الانتباه أيضًا إلى قضية الإسلاموفوبيا.
وتم التأكيد على ضرورة الرد على الأعمال المعادية للإسلام من قبل المنظمات الغربية على الفور.
كما تم عرض اعلان اسطنبول للقمة والذي جاء يحمل في مضامينه استذكار للأھداف والمبادئ الإسلامیة الواردة في میثاق منظمة التعاون الإسلامي؛ وما ضمنتها من تعزیز الوحدة وزیادة التعاون والتنسیق والتضامن بین الشعوب الإسلامي والدول الأعضاء؛ وأكد المشاركون على ضرورة تعزیز الحوار وثقافة السلام، على المستویَین المحلي والدولي؛
كما شددوا على التزام الشعوب الإسلامیة بالتعاون لتحقیق الھدف الأساس لمنظّمة التعاون الإسلامي الذي هو القضیة الفلسطینیة ولاسيما القدس الشریف لأھمیتھا ولمكانتھا التاریخية من أجل إرساء السلام؛ وأقرّوا بقدسية الحرم المقدسي وحرمته بالنسبة للأديان السماوية على وجه العموم والمسلمين على وجه الخصوص؛
ومن أجل تحقيق بيئة وعالم مستدامَین توصّل المشاركون إلى أن السبيل الوحيد لذلك هو تعاون جمیع الناس بشعور المسؤلیة؛ مع التركيز على أهمية التعاون والوحدة بين الدول الأعضاء لاتخاذ الخطوات اللازمة في مشاكل المناخ الطارئة بشكل سريع ولإيجاد حلول مشتركة للمشاكل التي يواجهها الناس الذين يعانون من تغيرات المناخ والأضرار التي يواجهها العالم؛
وبهدف تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على السلام العالمي دعا المشاركون إلى تنمية شباب الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي مع التأكيد على الثقة التامة بالدور الرئيسي للتعليم في تنمية الشباب في المجال الاجتماعي والأكاديمي والثقافي في منطقة منظمة التعاون الإسلامي وخارجها؛ مع التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات لازمة وسریعة لمنع الهجمات الإرهابية والكراھیة ضد الإسلام إضافة إلى الظروف المتصاعدة للتطرف والإرهاب في منطقة منظمة التعاون الإسلامي؛ كما نوّهوا بدور منتدى شباب التعاون الإسلاميّ كمؤسّسة داعمة لسياسة شباب منظّمة التعاون الإسلاميّ التي تهدف إلى خدمة ربع(27)% سكان الشباب في العالم.
وفيما يتعلق بقضية القدس الشريف أكد المشاركون على الدور الأساسي والمركزيّ لقضیّة فلسطین والقدس الشریف للأمّة الإسلامیّة كلھا، كما أكدوا أيضا على ضرورة الحفاظ على الھویّة الإسلامیّة للقدس المحتلّة والدفاع عن مقدّساتھا.
هذا ودعوا إلى ضرورة اتخاذ كل الإجراءات والخطوات اللازمة في سبیل إعادة مكانة مكوّنات التراث الإسلاميّ من ضمنھا اللغة والعمارة والفن والأدب التي كانت تتلألأ في الحضارة الإسلامیة منذ القرون.
كما عبر المشاركون في القمة في الخطاب النهائي للقمة عن سرورهم وتقدیرهم لمنتدى شباب التعاون الإسلاميّ ووقف بیك أوغلو للتعلیم والثقافة وطلاب وإدارة ومعلمِي مدرسة بیك اوغلو للائمة والخطباء النموذجية على جھودھم في إنجاز القمة الدولیة الثالثة لمحاكاة منظمة التعاون الإسلاميّ للمدارس الثانویّة وعلى دعمھم المالي والمعنوي والتقني والسیاسي في تطبیق القرارات المتخذة في ھذه القمة.
في نهاية حفل اختتام البرنامج ، تم تسليم الشهادات والجوائز للطلاب الذين شاركوا في القمة وتم اختيارهم كأفضل مندوبين في اللجان الأربعة. كما تم تكريم الشخصيات والضيوف الذين حضروا فعاليات حفل اختتام القمة الدولية الثالثة لمحاكاة منظمة التعاون الإسلامي.