نهاد رجب يكتب
القصة بتبدأ ب شخص غاضب جدا وناقم وبيرمي السما بالحجارة وبيقول ” ليه يارب خلقتني كده ليه خلقتني عبد ليه بيحصل فيا كده ” فالملايكة غضبت لله و سألت ربنا عز وجل: يارب ده بيحدف حجارة ! نخسف بيه الارض؟ نقبض روحه ؟ ف ربنا عز وجل عفا عنه برحمة وقالهم “ألم يعلم أني خالقه!”.
انا معرفش صحة القصة بس انا بتكلم عن معنى مهم جدا في القصة كمل معايا المقال
ولما هيقف الناس يوم القيامة للحساب ، هيؤمر الله عز وجل الملايكة انهم ياخدوا أحد الناس للنار ، وهما بياخدوه الشخص ده بيبص وراه فربنا هيؤمرهم يرجعوه وهيسأله “انت ليه بصيت وراك”؟ هيرد ويقول “كنت أظن أنك ستغفر لي” فيؤمر الله عز وجل الملايكة انهم ياخدوه للجنة.
في جلسة كان الزوج الخمسيني بيشتكيلي جدا من زوجته واد ايه هي عنيفة وضده دايما وبتسيء ليه وكان عايز يعرف ازاي يرضيها فسألته “انا عندي فضول اعرف لو هي فعلا بتعمل كل ده ليه جاي علشان تصلح من نفسك انت مش منها؟! ” قالي “لإنها لو كانت وحشة فعلا كانت سابتني ، ايه اللي هيخليها تفضل معايا لو مكنش فيه حاجة بتحبها فيا وسط كل ده؟!”
قابلت كتير في حياتي منهم التائب والعاصي ومنهم العاصي اللي بيعمل المعصية وهو خايف من ربنا وبيستغفر ومنهم اللي بيعملها وهو متطمن ان ربنا هيغفرله ومنها اللي بيزني وبيوقف زنا لإنه سمع صوت الآدان فكبر من شعائر الله !
ولما الملايكة سألوا ربنا “اتجعل فيها من يفسد فيها؟!” قالهم “إني أعلم ما لا تعلمون”
محدش وحش بشكل كامل والعكس صحيح ، بس فيه سؤال واحد هيخليك تشوف الناس كلها حلوين وفيهم الخير .. سؤال تسأله لنفسك بقلب سليم ، سؤال محتاج وعي عالي جدا .. سؤال بيغير ادراكك وبيخليك تشوف اللي الشخص نفسه مش شايفه … السؤال هو:
فين المعنى الجميل الموجود ورا السلوك؟ فين قمة الإيمان المستخبي جوا قمة الفجر والمعصية؟ فين قمة الحب الموجود جوا قمة الكره والحروب؟
لإنك لو افترضنا مثلا انك اعلنت انك بتكره ربنا وحاربته وخدت دور الشيطان على الارض علشان تقنع الناس تكفر بيه وحاولت تعصيه بكل الطرق اللي ممكن تتخيلها فانت وسط كله ده “انت مؤمن بيه” ويمكن ايمانك المغلف بكل الكره ده تجاه الله عز وجل، يشفعلك يوم القيامة.
عميلة بتقولي انها ناوية تطلق وتسيب جوزها.. وبدأت تتكلم عن جوزها واد ايه هو فيه كل العبر اللي في الدنيا .. سألتها انتي فعلا مستعدة للقرار ده؟ قالتلي اعرف ازاي؟ قولتلها لو لاقيتي نفسك بتعاتبيه وبتلوميه وبتتخانقي معاه وبتصرخي وبتقوليله “طلقني” .. متسيبيهوش لانك غالبا لسة بتحبيه .. محدش بيكره وبيلوم .. اللي بيلوم هو الشخص اللي نفسه الامور تتغير وهيرضى بالقليل بس يلاقيه .. اللي فعلا عايز يسيب ويبعد هتلاقيه لا بيلوم ولا بيعاتب ولا بيتخانق ولا بيبرر .. هتلاقيه هادي وغير مبالي..
انا بحب الجيشتالت وبحب اخد دور الشخصية المحورية في جلساتي ، فبعد ما بجمع معلومات عن الشخصية المحورية “الشريرة” بطلب من المستفيد يتكلم معايا وكإني انا الشخص اللي اذاه في حياته وبيحصل حوار قصير سريع بدعي فيه اني الطرف الشرير وبتكلم مع العميل :
- أنت ليه بتكرهني؟
- أنت عملت كذا وكذا وخلتني احس بكذا وانت كرهتني في نفسي
- وتفتكر ليه انا عملت كده؟
- لإنك بتحب تإذيني لإنك شخص كذا وكذا …
- يعني انت شايف اني بصحى من النوم بفكر ائذيك؟ عمرك سألت نفسك بجد انا ليه عملت كده؟ وكان في دماغي ايه ناحيتك ؟
- (99٪ من العملا بيردوا : ) انا عارف انك كنت عايز تخليني انسان احسن وعارف انك كنت خايف عليا بس انت اذتني وانا مش عارف اعمل ايه
- وليه كنت عايزك تكون انسان احسن ؟
- (99٪ من العملا بيردوا ردود مشابهة ل:) علشان عايزني تكون الشخص اللي انت مقدرتش تكونه ..
- كنت عايزني اتعامل معاك ازاي؟
- كان المفروض انك …
- وتفتكر ليه انا معملتش كده بالطريقة ديه؟
- لإنك مش عارف طريقة غيرها
- انا اسف سامحني
الناس مش وحشة يا صديقي ، الناس اغلبهم فاشلين في التعبير عن اللي هما عايزين يوصلوه ، فتلاقي الاب بيضرب ابنه بعنف ، او المدير متسلط او الزوجة نكدية او الزوج كل ما يحاول يكحلها يعميها
الناس مش كلهم زيك خدوا دورات تطوير الذات وفن التواصل ، تعبك يا صديقي الوحيد انك فاكر ان الناس شريرة تجاهك وانك اتظلمت .
حريتك يا صديقي انك تحاول بشكل محايد تسأل نفسك “ايه اللي ورا ده؟ او “لو هما قصدهم حاجة تانية ومش عارفين يوصلوها هتكون ايه؟” او “فين النية الايجابية ورا السلوك ده؟” أو “هو كمان محتاج ايه ومش لاقيه عندك؟” أو “هو لو بيتصرف غلط علشان يحصل منك على حاجة هو محتاجها هتكون ايه؟” وهتستغرب يا صديقي من الاجابات .. وافتكر ان ربنا رحم عبد لمجرد ان ورا كل سلوكه (رمي الحجارة) كان فيه معنى اعظم .. “ألم يعلم أنه خالقه!”
