كما تم تكريم الدكتور علي جعفر العلاق من العراق تقديرا لجهوده في تعزيز الحراك الثقافي والفكري العربي وممثلا عن الشخصية العربية في المهرجان، حيث يعد هذا الدكتور صاحب البصمة الكبيرة في النقد والشعر العربي وصاحب العمق الإنساني حيث قدم أكثر من أربعين كتابا شعريا ونقديا، وله إسهامات كثيرة في تأصيل نظريات النقد الحديث وحكّم في أكبر الجوائز العربية. حيث تم تكريم شخصية الموسم الأول من الجانب العربي من قبل المدير العام لمؤسسة موزاييك للنشر والدراسات الأستاذ الشاعر محمد طه العثمان.
كما شمل المهرجان مختلف ألوان وأطياف الثقافة، فكان بهو مسرح وقف العقبة فضاء ملونا ومزينا بعروض الكتب والإصدارات بالإضافة إلى العديد من لوحات الفن التشكيلي التي رسمها الفنانون التشكيليون المشاركون في المهرجان والذين ينتمون إلى جمعية شام للفنون التشكيلية، حيث جاء كل فنان يحمل رسالة عبر لوحة فنية تحمل في طياتتها ألوانا ترمز إلى فكرة عميقة لا يفهمها إلا من صمم تفاصيل كل جزء منها، كما كان البهو فضاء لعرض مجموعة من الأشغال اليدوية والأعمال التقليدية التي تعد جزء من التراث والثقافة العربية.
كما حضر المهرجان العديد من الأكاديميين والدكاترة والباحثين في الأدب والفكر، حضروا من جامعات عربية مختلفة ولهم نتاج أدبي متميز في مجال النقد الشعري والروائيمن أجل تأطير وتنشيط الندوات الأدبية والفكرية حيث شملت الندوات الكثير من القضايا الهامة على الساحة الأدبية العربية، وتنوع في المواضيع، وعن برنامج الندوات فقد شمل أربع ندواتتحدثت الأولى عن ( العلاقات الثقافية العربية التركية وصورة الآخر في الثقافة العربية) وهو موضوع هام جدا خصوصا في ظروف التواجد العربي عموما على الأرض التركية والسوري خصوصا، كما تناولت الندوة الثانية مواهب شبابية طلابية أدبية من أربع دول عربية في إطار تشجيع المواهب ودعم الهوية، تكلم فيها الطلاب عن تجاربهم سواء في أدب الرواية أو الشعر ..أما الندوة الثالثة فقد تناولت الرواية العراقية بعد عام ٢٠٠٣ لارتباط ذلك بتغير البيئة الديموغرافية والسياسية في العراق، والندوة الرابعة والأخيرة كانت في محور هام جدا لارتباطها بنزوح وتهجير الكثير من المثقفين العرب عن أوطانهم في ظل الحروب والثورات العربية الأخيرة .. وكانت تحت عنوان (المتفى في الأدب العربي) ذلك المنفى الذي أعاد صياغة بل وانتاج الكثير من القضايا التي لم تكن موجودة سابقا.
وفي حوارنا مع المدير الإداري للمهرجان الأستاذة ريمي حمود صرحت أن الهدف من هذا الفيسفاء الثقافي والتنوع في المجالات الثقافية والفكرية في برنامج المهرجان هو إبراز وتأكيد الهوية العربية وبصمتها وتاريخها العريق وتنوعها وغناها في جميع مجالات ومناحي الثقافة. والتأكيد على أن فكرة الاندماج بالمجتمع التركي لاتعني الانسلاخ من هذه الهوية . فلدينا من الإرث مايعتز به أولادنا وشبابنا ومايجب أن يعود للساحة كي يفخروا به ويقتدوا بآثاره .. ولهذا كان شعار المهرجان (ثقافتنا هوية).