كيف نتعامل مع المريض الذهاني

297
Advertisements

ان معاناة الأسرة تبدأ بمجرد ظهور العلامات الأولى للمرض العقلي والتي تكون في البداية ظهور او تطور في السلوك الغريب الذي لايناسب الواقع و المعتقد لدى الشخص المريض حيث تبدأ رحلة البحث عن الأسباب والعلاج والتنقل من طبيب إلى آخر طمعا في التحسن الكامل والعودة إلى حالة المريض الطبيعية قبل المرض وهذا ما لا يحصل دائما. وتكون الأسرة في حالة ترقب وخوف من أي سلوك عدواني للمريض سواء كان هذا السلوك موجها لأحد أفراد الأسرة أو الجيران أو تجاه المريض نفسه.

اولا مع اسرة المريض النفسي في البيت :

1-نبدأ بتعريف أفراد الأسرة المريض أن هذه التصرفات التي تصدر عن المريض غير متعمدة مهما بدت (كالعدوانية ,اضطراب السلوك ,عدم القدرة علي النوم أو الكلام البذيء ,عدم الاهتمام بالذات ونحو ذلك…..) وإنما هي نتيجة وجود اضطراب في عقله.
2) قد يلزم الأمر استخدام القوة في بعض الأحيان اذا كان يشكل خطر علي نفسة او المحيطين به فيجب أن يتم ذلك على يد المدربين الذين بإمكانهم تعطيل أو تقييد حركة المريض دون حصول إصابات له و نقلة و تحويلة الي مستشفى متخصص

3) غالبا ما يتم دخول المريض في المستشفى بهدف إجراء الفحوص الطبية لتأكيد التشخيص والوصول إلى العلاج المناسب لحالة المريض ورفض التنويم في بداية المرض بحجة الشفقة على المريض قد يفاقم المشكلة ويزيد من مضاعفاتها
4) عند تشخيص حالة المريض على يد الطبيب المختص, ينبغي على الأسرة أن تسأل عن ماهية المرض وأسبابه وأعراضه الأخرى المحتملة ومآل ومنحى المرض والنتائج المتوقعة وما هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع أعراض المريض كالأوهام(الضلالات) أو الهلاوس (الاهلاسات) ونوبات الغضب.

5) قد يصدر من المريض تصرفات أو أقوال غريبة جدا ويجب ألا يكون محل سخرية من قبل الأسرة او المحيطين ,كما يجب عدم محاولة إقناع المريض بخطئه في حال تلفظ بكلام او افعال وهكذا فإن نقاش مثل هذه الأمور معه لن يزيلها من تفكيره بل قد يكون النقاش معه منطلقا لأوهام (ضلالات) أخرى مثل أن يمثل هذا النقاش نوعا من الاضطهاد من جانب الأسرة له وليس حرصا عليه. مثلا عندما يقول شيئا لا يمكن أن يحدث فيكتفى أن يقال له (( هذا الشيء لا نعتقد نحن أنه صحيح)).

ثانيا :في حال دخوله المستشفى

في حالة القبول بدخول المريض في المستشفى فيجب عدم إهماله وتركه بالمستشفى دون السؤال عنه والاطمئنان عليه من وقت لآخر. إن عدم الاهتمام بالمريض المنوم يؤثر تأثيرا بالغا على نفسيته وتقبله للعلاج ويزرع في نفسه الإحساس باليأس وأنه مرفوض من قبل أسرته. عند عدم القدرة على زيارته, يتصل به أفراد الأسرة والأصدقاء بالهاتف.
الأمراض المزمنة(النفسية أو الجسمانية) التعاون بين الطبيب والأسرة يساعد في علاج ولا ينفرد الطبيب أو الفريق المعالج بذلك ولذا ينبغي للأسرة الإسهام في هذا الأمر بالرأي وتنبيه الطبيب لأي ملحوظة قد تفيد في الخطة العلاجية.

في حال كان المريض مضطربا أو عدوانيا بدرجة كبيرة فقد يلزم وجود مرافق في اليومين أو الثلاثة الأولى لدخول المريض وذلك يصب في مصلحة المريض والأسرة كذلك.
اثناء الزيارة يجب أن يستغل في الاطمئنان على المريض بشكل بسيط مثلا عن نومه وطعامه وحاجاته الأساسية وتبادل الأحاديث بشكل ودي وبلطف بالغ وعدم السؤال عن الأسباب التي جاء من أجلها حيث أن نقاش مثل هذه الأمور قد تستثير المريض وبسهولة سوف يساء فهمها من قبله.

في مرحلة العلاج و استجابة للعلاج قد يتم خلال دخول المريض القيام بزيارة منزلية لمدة وجيزة وتعاون الأسرة في هذا الأمر يزرع في نفس المريض الطمأنينة والشعور بالأمن وأنه غير مرفوض من قبل الأسرة.
ثالثا :بعد الخروج من المستشفى
بعد تحسن وخروج المريض, فهذا لا يعني قطع المتابعة مع الطبيب بل يتبع ذلك عناية طبية في العيادات الخارجية. قطع العلاج بعد الخروج تعني وضع المريض في خطورة حدوث انتكاسة وتراجع حالة المريض.

إن تعامل الأهل مع المريض النفسي بعد الخروج يعد من أهم عوامل تواصل تحسن وشفاء المريض ومنع الانتكاسات اما نقد أفعاله ووصمها بالجنون وتوجيه كلمة قاسية له كعبارة(أنت مجنون) والتعامل معه بجفوة من أهم أسباب الانتكاسات.
وكذلك تقديم الرعاية والعناية بشكل مبالغ فيه والدلال الزائد قد يؤدي لنفس المشكلة وأيضا تعتبر من المشاعر الموجهة للمريض بشكل غير صحي. كما أن تدليل المريض الزائد يؤدي بالمريض إلى أن يستخدم مرضه كحجة للتراخي والكسل والاعتماد على الآخرين وهذا يجعل المريض غير راغب في الشفاء.

Advertisements

عند حدوث ما يزعج الأهل من قبل المريض, فيجب ألا يهدده أحد أفراد الأسرة بإرجاعه للمستشفى لأن ذلك من شأنه أن يؤدي لانزعاج المريض وانتكاس حالته. كما أنه يجب على أفراد الأسرة إفهام المريض أنهم لا يكرهونه بل يكرهون تصرفاته.
ينصح الأهل بعدم إعطاء وعود للمريض ابتداء وعند حدوث ذلك فيجب الالتزام بتنفيذ الوعد قدر الإمكان واحترام الكلمة أمام المريض

Advertisements

عادة, تعاني أسرة المريض الذهاني من عدم تعاون المريض وذلك برفض العلاج فينبغي الاتصال بالطبيب المعالج وإخطاره بذلك بأسرع وقت ممكن ليتمكن من إقناع المريض بطريقة ما أو تغيير شكل العلاج المعطى مثل الشراب أو الحقن الطويلة المفعول.
قد ترغب الأسرة بقطع الدواء والمتابعة وعند حدوث ذلك ينبغي أيضا إخطار الطبيب المعالج ليخبر الأسرة عن أعراض الانتكاسة المبكرة وللحصول على تقرير عن حالة المريض لاستخدامه في المستقبل عند طبيب آخر.

على العكس, قد يكون سلوك المريض انطوائيا وانعزاليا ولا يشارك في أي نشاط حوله ولا يجالس أفراد الأسرة الآخرين وفي مثل هذه الحالات ينصح بالذهاب للمريض والجلوس والحديث معه ولو بصورة مقتضبة ومحاولة جذبه للانضمام للآخرين وتكرار المحاولة أكثر من مرة ولكن دون إلحاح في ذلك. وعند رفض المريض, لا يقابل بذلك بغضب من أفراد الأسرة بل يقابل ذلك بالصمت ثم تكرار المحاولة وهكذا.

يتميز المريض الذهاني بعدم اهتمامه بهندامه ونظافته الشخصية, وعند حدوث ذلك يطلب منه القيام بذلك بنفسه وتذكيره دون استخدام صيغة الأمر فمثلا بدلا من استخدام عبارة(هيا قم واستحم) يقال له(أليس من الأفضل أن تستحم) أو ( ستشعر أفضل وترتاح لو قمت بأخذ حمام منعش ) وهكذا.

قد يطلب الطبيب المعالج من الأسرة مراقبة سلوك المريض وإعطاءه تقرير بذلك وينبغي أن تلاحظ تصرفات المريض دون أن يشعر هو بذلك إذ أن شعوره بأنه مراقب من الآخرين يشكل ضغطا نفسيا عليه ويثير شكوكه ومن الأشياء الضرورية في الملاحظة: نوم المريض وشهيته للطعام ومزاجه العام وعلاقته بأفراد الأسرة وتفاعله مع الأحداث بين الفرح والحزن ولا تتطلب هذه الأشياء أي نوع من التجسس أو التلصص على المريض وإزعاجه.

اما حالات الذهان الحاد والاكتئاب الاكبر و اكتئاب ما بعد الولادة والشك المرضي يتطلب نوعا خاصا من الملاحظة و علي قدر كبيرا من اليقظة والاهتمام وتوزيع الأدوار بين أفراد الأسرة لأنها تحتوي على
– (الميول القوية للانتحار وكذلك لإيذاء المولود حيث تشعر المريضة بضرورة ذلك. قد يستشف الأهل وجود الخطورة عندما تبدأ الأم المريضة بالحديث عن شكل الطفل المشوه حسب اعتقادها)
– أو نظرة سوداوية وأنه مريض وأنه لن يوفق في حياته المستقبلية فهنا ينبغي أخذ الحيطة والحذر
– وفي حالة تشخيص المريض بمرض الشك المرضي في(الزوج أو الزوجة) حيث يحمل المصابون بهذا النوع من الذهان ميولا عدوانية قوية وعلى استعداد لتنفيذ ما يعتقده من أوهام مرضية.

عند استقرار حالة المريض الذهاني وملاحظة أن وضعه ينتكس بشكل مفاجئ بعد عودته من خارج البيت أو بعد زيارة أحد أصدقائه له, فينبغي التنبه إلى أن المريض قد يكون تعرض لعارض أدى إلى هذه الانتكاسة مثل الخلاف مع أصدقائه أو تناوله لأي من أنواع المواد المحظورة (المخدرات).
يستغل غياب المريض خارج المنزل للبحث بشكل حذر عن أي من أسباب الخطورة على المريض. ينبغي وبالذات في الأيام الأولى للمرض أو بعد خروجه من المستشفى انتهاز أي فرصة لأخذ نظرة خاطفة وسريعة على غرفة المريض (مثلا عند ترتيبها) للبحث عن أي شيء يشكل خطورة كالسلاح أو أوراق يكتب فيها المريض ما ينوي فعله كإلحاق الضرر بنفسه أو الآخرين.

لا ينبغي المسارعة بالحجر على المريض وعلى أملاكه أو اتخاذ القيم والوصاية عليه مبكرا فلا يعني مرضه أنه سيستمر بهذا الشكل بل أن الكثير من حالات الذهان تشفى شفاء كاملا وينبغي سؤال الطبيب المعالج عن هذا الأمر.

0 0 vote
Article Rating
20

Advertisements
Advertisements

, , , ,
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

التصنيفات