الفيس بوكـ وأثره على الطآلب والأسرة

157
Advertisements

أدى التطور الهائل المتسارع في تكنولوجيا الاتصال في نهاية القرن الألف , الى انتاج وسائل حديثة في التواصل الاجتماعي, عملت على تغيير أنماط حياة الأفراد اليومية, وعلاقاتهم الاجتماعية ,و طرق تفاعلهم التقليدية المألوفة.

و يأتي الانترنت في مقدمة هذه الانجازات دون منافس ,اذ عمل أكثر من أية وسيلة أخرى ,على إحداثات تغييرات جذرية ,مست حياة الناس و طالت جوانب حياتهم السياسية و الاجتماعية و النفسية و الاقتصادية و التربوية و الصحية و الاجتماعية جميعها.

و احدى جوانب هذا التطور هو مواقع التواصل الاجتماعي ,ولكن ماهي خدمات مواقع التواصل الاحتماعي؟

خدمات الشبكات الاجتماعية هي خدمات تؤسسها وتبرمجها شركات كبرى لجمع المستخدمين والأصدقاء ولمشاركة الأنشطة والاهتمامات، وللبحث عن تكوين صداقات والبحث عن اهتمامات وأنشطة لدى أشخاص آخرين.

معظم الشبكات الاجتماعية الموجودة حالياً هي عبارة عن مواقع ويب تقدم مجموعة من الخدمات للمستخدمين مثل المحادثة الفورية والرسائل الخاصة والبريد الإلكتروني والفيديو والتدوين ومشاركة الملفات وغيرها من الخدمات.

ومن الواضح أن تلك الشبكات الاجتماعية قد أحدثت تغيّر كبير في كيفية الاتصال والمشاركة بين الأشخاص والمجتمعات وتبادل المعلومات.

وتلك الشبكات الاجتماعية تجمع الملايين من المستخدمين في الوقت الحالي وتنقسم تلك الشبكات الاجتماعية حسب الأغراض فهناك شبكات تجمع أصدقاء الدراسة وأخرى تجمع أصدقاء العمل بالإضافة لشبكات التدوينات المصغرة، ومن أشهر الشبكات الاجتماعية الموجودة حالياً facebook وMySpace وtwitter ولايف بوون وهاي فايف وأوركت وgoogle+.

و يعتبر الفيس بوك من أكثر مواقع التواصل الإجتماعي شهرة و استعمالا حول العالم

الفيس بوك هو موقع إجتماعي أطلق في الرابع من فبراير 2004 والموقع يتبع نفس شركة فيس بوك الخاصة ويسمح هذا الموقع للمستخدمين بالإنضمام إلى عدة شبكات فرعية من نفس الموقع تصب في فئة معينة مثل منطقة جغرافية معينة – مدرسة معينة وغيرها من الأماكن التي تساعدك على إكتشاف المزيد من الأشخاص الذين يتواجدون في نفس فئة الشبكة.

الاسم فيس بوك (Face book) وهو يشير إلى دفتر ورقي يحمل صورا ومعلومات لأفراد في جامعة معينة أو مجموعة ومن هنا جاءت تسمية الموقع وتعتبر هذه الطريقة شائعة لتعريف الأشخاص خصوصا في الجامعات الأجنبية ببعضهم حيث يتصفح المنتسبون في الجامعة هذه الدفاتر لمعرفة المزيد عن الطلبة المتواجدين في نفس الكلية.

مؤسس الموقع مارك زكربيرج أسس الموقع حين كان طالبا في جامعة هارفارد وكان الموقع في البداية مخصصا فقط للطلبة في جامعة هارفارد فقط لكن تم توسعته لاحقا ليسمح لطلبة الجامعات بشكل عام بالاشتراك في الموقع من ثم تم توسعته ليشمل طلبة المدارس الثانوية وأي شخص يتعدى عمره 13 سنة.

الموقع يحوي 64 مليون مشترك من سبتمبر 2006 إلى سبتمبر 2007 وارتفع ترتيب الموقع من حيث الحركة من الترتيب رقم 60 إلى المركز السابع حسب موقع أليكسا ويعتبر موقعا كبيرا أيضا في تحميل الصور الشخصية حيث يتم تحميل أكثر من 41 مليون صورة يوميا.

الفيس بوك و العلاقات الأسرية:

يرى كثير من المراقبين أنَّ الاستخدام المبالغ فيه لمواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأهل، قد انعكس سلباً على علاقاتهم بالأبناء، من النواحي الفكريَّة والنفسيَّة والتربويَّة، ما أدى إلى تباعد مرفوض بين الطرفين.

فالأمهات اليوم ـ وخصوصاً المتزوجات حديثاً ـ قد دخلن هذا المجال، حتى اعتمدنه وسيلة للتواصل مع الصديقات والأقارب، ولذا نرى الأم في معظم الأحيان غارقة في هاتفها أو أمام “اللابتوب” تتحدث إلى صديقاتها. أما الأب، فهو أيضاً سائح في عالم الإنترنت، سواء بدافع العمل أو التسلية، أو التواصل مع الأصدقاء والبحث عن رفاق الطفولة!

وفي ظل هذه الأجواء، يشعر الأبناء أنهم مهملون من ذويهم، فيسارعون هم أيضاً للانضمام إلى ركب هذه المواقع، حتى تصبح العلاقة بينهم جميعاً شبه مقطوعة.

ولكن ما هي الآثار النفسيَّة والاجتماعيَّة والتربويَّة التي تنتج عن هذه الأفعال؟ وأي نتائج تترتب على الأم والأب إذا ما تركوا الأبناء ليجولوا ويصولوا في عالم الإنترنت المليء بكل أنواع الفساد دون حسيب أو رقيب؟ وما المسؤولية الشرعيَّة الواجب على الأهل تحمّلها تجاه الأبناء في هذا الزمن الَّذي بات العالم فيه قرية واحدة؟

تقول رانيا مكاوي، طالبة جامعية: عندما أعود إلى المنزل في المساء، أجد جميع أفراد الأسرة منهمكين في التواصل الاجتماعي على الهواتف النقالة، وكل فرد من أفراد الأسرة يجلس وعيونه شاخصة على هاتفه، إما للرد على الرسائل الإلكترونيَّة، أو للحديث على “الواتس آب” مع الأصدقاء.. فالجميع يجلسون في غرفة واحدة، ولكن لا أحد يكلم الآخر، بل كل واحد مشغول بجهازه، حتى إنَّ الفرد يخرج من الغرفة دون أن يشعر به أحد.

ويعتبر بسام أرناؤوط، موظف، أنَّ للتكنولوجيا تأثيراً إيجابياً في العلاقات الاجتماعية والأسرية، فيمكن أن يجلس الشخص مع أأهله أو أصدقائه، ويتواصل في الوقت نفسه، مع باقي الأسرة والأهل والأصدقاء الغائبين عن الجلسة، فيبعث لهم صوراً أو فيديو عما يحدث أمامه.

ولكن للأسف، نجد أن الوسائل التكنولوجية تعدَّدت والتواصل قل، فالاتصال الشفوي بين الأشخاص، وحديثهم وجهاً لوجه، له طعمه الخاص، والَّذي من المستحيل أن تقدمه لهم التكنولوجيا، فالتكنولوجيا لا غنى عنها في أمور حياتنا اليومية، ولا نستطيع أن نتخلى عنها، ولكن يجب أن نعطي كل شيء حقه، فلا ندمن عليها بطريقة تؤثر في علاقاتنا الاجتماعية. نعم، لنتعلم كل جديد، ونواكب عصر التكنولوجيا، ونتقن استخدامها، ولكن لا نجعلها سبباً للتأثير في أشياء أخرى جميلة في علاقاتنا الاجتماعيَّة الَّتي أيضاً هي واحدة من الأشياء التي لا يمكن أن نستغني عنها.

وفي هذا الإطار، تقول أخصائية اجتماعية، إنَّ الكثير من الأهل لا يدركون كيف أثرت التكنولوجيا في علاقاتهم الاجتماعية بلا وعي منهم، حيث إنها على سبيل المثال، قلَّلت من مدة جلوسهم مع أبنائهم وانشغالهم الدائم عنهم، وحتى إن جلسوا معهم، يكون جلوسهم جسداً بلا روح، فتراهم يحادثون أصدقاءهم حيناً، ويكتبون تغريداتهم على التويتر حيناً آخر، ويتصفَّحون أحد المواقع أو يقرأون ما وصلهم من رسائل إلكترونية، غير آبهين بمن حولهم، لذلك نرى البرودة وقلة الترابط الأسري قد تسلَّلتا بوضوح إلى أسرنا.

Advertisements

وتضيف: وكما ينطبق الأمر على الأهل، فهو ينطبق كذلك على الأبناء، إذ قل جلوسهم مع أهاليهم، وكثر انشغالهم بتكنولوجيا باتت مسيطرة عليهم بدل أن يسيطروا هم عليها، حتى أصبحت وسيلة إزعاج لا مثيل لها، فهي الملازم الأول لهم، فترى الشباب، وهم الفئة العمرية الأكثر استخداماً وولعاً بالتكنولوجيا، لا يفارق هاتفهم النقال يديهم، فتكثر عتابات الأهل حول هذا الموضوع، فترى الأم توبخ هذا وتصرخ على ذاك، طالبةً منهم أن يتركوا هواتفهم النقالة، والتفرغ أو الإنصات إلى ما تقوله ولو لبعض الوقت.

Advertisements

وتشير إلى أنَّ سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يهدّد الاستقرار الأسري، ويمزق أواصر التواصل بين جميع أفراد الأسرة، ويؤدي إلى تجمد العواطف وازدياد درجة العصبية في التعامل بينهم وتفاقم الخلافات.

إن هذه التحولات التكنولوجية أفرزت تفاعلات جديدة للعلاقات على صعيد الأسرة، أدت إلى تعزيز العزلة، فالأبناء يشكون أن أحداً لا يسمعهم ولا يفهمهم ولا يفرد لهم مساحة من الوقت.

أما الآباء، فيتهمون أبناءهم بالسطحيَّة والرفض المطلق لآراء الكبار دون الاهتمام بخبراتهم، إذ هناك صراع تقليدي منذ فترة خلق فجوة تفاهم بين الأجيال مع انتشار التقنيات الحديثة.

وتلفت إلى أنَّ العامل الأهم لتصحيح هذه السلوكيات، أن نقوم بنصيحة الأهل بأن يضعوا جداول معينة لتنظيم أوقاتهم، بل وإيجاد أكثر من جدول يومي أو أسبوعي أو شهري، وكتابة ما تم تحقيقه وما لم يتم بعد، وبالتأكيد يجب أن نعطي كل شيء حقه، من الأصحاب والدراسة والعمل والأهل، فكل شيء له وقته، فتنظيم استخدام التقنية الحديثة سُخَّرت لخدمتنا، ويجب علينا أن نحسن استخدامها، وهي سلاح ذو حدين، نحدد بأنفسنا كيف نستغلها ونستفيد منها بلا ضرر ولا ضرار.

مواقع التواصل الاجتماعي ذو حدين:

تشير الإحصائيات إلى أن عدد أرقام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي , يتضاعف بشكل كبير , وبسرعة تشبه انطلاق الصاروخ .

وأن النسبة الكبرى من مستخدمي تلك المواقع , والتي قد تصل إلى أكثر من ” 70 % ” , هم من فئة الشباب , ممن لديهم قدرة على التواصل المستمر على شبكة الإنترنت , فيتشكل وعيهم – حينئذ – عن طريق العالم – الافتراضي الوهمي – , تحولت معها إلى تغيرات جذرية في الفكر , مما شكّل تحديات إيجابية وسلبية, يواجهها

المجتمع خذ على سبيل المثال , ما أشار إليه – الباحث الأمريكي – ” لاري روزين ” , إلى أن : ” المراهقين الذي يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ” في أحيانٍ كثيرة ، يظهرون – وبدرجة أكبر – ميلاً نحو النرجسية ، فيما يُظهر البالغون الذين لديهم حضور قوي في تلك المواقع علامات أكثر – ذات صلة – باضطرابات نفسية أخرى , مثل : السلوكيات المعادية للمجتمع , والهوس , والجنوح نحو العدائية ” .

كما أشار المختص , إلى أن ” الإفراط في استخدام وسائل الإعلام , والتقنية , له تأثير سلبي على صحة جميع الأطفال , والمراهقين , والأفراد في مرحلة ما قبل المراهقة ، بجعلهم أكثر عرضة ؛ للإصابة بالتوتر , والاكتئاب , والاضطرابات النفسية الأخرى ، – فضلاً – عن أنهم يصبحون أكثر عرضة ؛ للمعاناة من مشكلات في المستقبل ” .

ولأننا نعيش تطورا هائلا في وسائل الإعلام الجديد , ورغم أهمية مواقع التواصل الاجتماعي , فإن الآراء تتعارض بين من يراها : نعمة فريدة , وبين من : يحذر من مخاطرها الجمة , التي لا حصر لها . وفي هذا الباب , يذكر ” فريزر ودوتا ” , أن : ” الشبكات الاجتماعية على الإنترنت , أصبحت ظاهرة عالمية واسعة الانتشار , بصورة لا تصدق ؛ فالمواقع التي من قبيل ماي سبيس ” MySpace ” , وفيس بوك ” Facebook ” , وهاي فايف ” hi5 ” , وأوركوت ” Orkut ” , وفريندستر ” Friendster ” , يعد أعضاؤها – الآن – بمئات الملايين في جميع أنحاء العالم ، كما أن ثورة الجيل الثاني من الإنترنت , وصلت – الآن – إلى مرحلة الانقلاب الاجتماعي ، ويتم اعتناقها بحماسة من قبل الشباب في الشرق الأوسط ” , وهو ما يدل على الأثر المتنامي ؛ للاستخدامات السلبية لهذه الوسائل فيما بينهم , وارتباطهم بمجموعات افتراضية , ذات تأثير بالغ على أفكارهم , وسلوكياتهم .

توحيد الهم الإنساني ، والتعاطف مع القضايا السياسية , والاجتماعية – على تعددها – , وزيادة الرصيد المعرفي , والثقافي ، وتكوين نمط جديد سهل , وعصري ؛ لتصفح الانترنت ، من أبرز مزايا تلك التقنيات الهائلة .

وفي المقابل , فإننا لا نستطيع أن نغفل الكم الكبير من الآثار السلبية لمستخدمي تلك المواقع , – سواء – على المستوى النفسي , والفيزيولوجي , والاجتماعي , والتربوي , – خصوصا – بعد أن اجتاحت تلك المواقع حياة كل بيت – دون استثناء – .

ولعل من أهم تلك الآثار : انعدام الخصوصية , وما ترتب عليه من أضرار نفسية , ومعنوية , ومادية . والزج بهم نحو العزلة الاجتماعية , – سواء – عن واقعهم الأسري , أو عن محيطهم الذي يعيشون فيه . – إضافة – إلى هدر الوقت دون فائدة تُجنى , بل إن النتائج السلبية على سلوك , وأخلاقيات كثير من الشباب لا يجادل فيها عاقل , كإقامة صداقات من الجنسين , وقد تتطور هذه الصداقة إلى علاقة مشبوهة , تتخطى – من خلالها – الحدود الشرعية , والضوابط الاجتماعية.

وقد كشفت دراسة , أجراها – المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية – , أن : حالة من كل خمس حالات طلاق , تعود ؛ لاكتشاف شريك الحياة , وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت , – من خلال موقع – الـ ” فيس بوك ” , – فضلاً – على أن هذا الموقع سهل للعديد من الأشخاص خيانة الآخر , بحيث يمكن للزوج , أو الزوجة , اللذين يشعران بالملل , العثور بسهولة على حبهما الأول , وعلاقتهما القديمة , وهو ما ينذر بحدوث أخطار , تهدد الحياة الزوجية للأسرة المسلمة

وهنآ نوصي بعدم الدخول على هذا الموقع .

ولأن النضج العاطفي , والانفعالي في هذه المرحلة العمرية غير مكتمل , إضافة إلى تضخم مفهوم ” الذات الوهمي ” , فإن تعزيز روح الانتماء بين أفراد الأسرة , وتعزيز المبادئ , والقيم التربوية – مطلبان مهمان – , ولا يكون ذلك إلا عن طريق تشجيع قنوات التواصل العاطفي , والنفسي بين أفراد الأسرة الواحدة . وتعريفهم الصواب من الخطأ , وإسداء النصائح لهم .

والانتباه جيدا من تأثير المحيط اليومي لهم . وملء أوقات فراغهم بما يفيد عبر البرامج , والمناشط الإيجابية , – لاسيما – وأن أوقات الفراغ في الوقت الحاضر أصبحت طويلة . وتبقى الدعوة إلى ترشيد استعمال مواقع التواصل الاجتماعي , من أهم الخطوات التي يجب أن تتخذ , حتى لا تمثل خطرا على الأمن النفسي في المدى البعيد .

بقي أن أقول : إن تعاون مختلف المؤسسات الاجتماعية , والمحاضن التربوية في إيجاد البديل المناسب , وتقديم مساحة واسعة في وسائل الإعلام ؛ لتفعيل دور هذه التقنيات في الهمّ الدعوي على سبيل المثال , جزء من العلاج . فالتقنية جُعلت ؛ لخدمة الإنسان في رقيه , وتطوره , وعلو شأنه , بشرط أن يُحسن استخدامها .

ولآ ننسى أن جلوس الطالب على مواقع التواصل الاجتماعي من 1- 3 ساعات ولكن ليس بشكل يومي لا يؤثر على نتيجة التحصيل العلمي للطالب، و لكن تجاوز 3 ساعات الجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر على معدل التحصيل العلمي لدى الطالب.

0 0 vote
Article Rating
20

Advertisements
Advertisements

, , , , ,
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

التصنيفات