العيد الكبير (عيد الأضحي المبارك)

379
Advertisements

ماهي إلّا أيّام قليلة ويأتي عيد الأضحى، هذا العيد المبارك الذي ينتظرهُ كل مسلم في العالم ليحتفل بأيامه المباركة، ويُمارس طقوسهِ الدينيّة وغيرها من الطقوس الخاصة التي تتشابه في أغلب البلاد المسلمة وتختلف في أمور بسيطة، فيما يلي سنُسلط الضوء على خصائص عيد الأضحى، وشروط ذبح الأضحيّة التي على المسلم أن يلتزم بها.

أولاً نبذة عن عيد الأضحي

يُعرَّف عيد الأضحى أو ما يُسمّى بالعيد الكبير بالعيد الذي يحتفلُ به جميع المُسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة،وقد شرعه الله تعالى لعباده؛ ليفرحوا بما وفّقَهم إليه من عبادة فيما سَبقه من أيّام العَشر الأُوَل من الشهر، كصيام يوم عرفة، والتكبير، والتهليل، والصدقة، وغير ذلك من العبادات.

أسماء عيد الأضحى

يسمى عيد الأضحى بالعديد من الأسماء في البلاد المختلفة حيث يسمى في البحرين عيد الحجاج، ويسمى في دولة إيران بعيد القربان، أما في معظم الدول العربية مثل مصر وتونس والعراق وليبيا والمغرب بالعيد الكبير

الأعمال الواجب القيام بها في عيد الأضحى

  • من المستحب أن يصلي المسلم العشاء في جماعة ليلة عيد الأضحى والعزم على صلاة الصبح والعيد في جماعة.
  • التكبير بترديد قول الله أكبر ولا إله إلا الله، والحمد لله وذلك طيلة أيام العيد.
  • الاغتسال لصلاة العيد.
  • ارتداء أجمل وأفضل الثياب والتطيب قبل أن تذهب لتصلي العيد.
  • معرفة قواعد صلاة العيد حيث لا يوجد أذان ولا إقامة لصلاة العيد، يوجد خطبتان للعيد بعد تأدية الصلاة فيجب على الإمام أن يحث المسلمين بالتقرب إلى الله تعالى وتقواه، والتمسك بالدين الإسلامي وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • الفرح والبهجة وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين.
  • زيارة الأقارب والجيران والمعايدة عليهم وتهنئتهم بالعيد فهي من الأمور التي تزيد المحبة والألفة بين الناس.

صلاة عيد الأضحى وخُطبته

شرع الله تعالى لِعباده في يوم العيد صلاةً خاصّةً به تُسمّى صلاة العيد، وقد وردت مشروعيّتها في القرآن الكريم بقوله تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ)، إلّا أنّ الفُقهاء اختلفوا في حُكمها كما يأتي:

المالكية والشافعية: قالوا إنّها من السُّنَن المُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ بدليل أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم- يسألُه إن كان عليه غير الصلوات الخمس، فأجابه النبيّ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).

الحنفية: ذهب الحنفيّة في المُعتمد عندهم إلى أنّها واجبة؛ لمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها في جماعة وعدم تَركها، فلو كانت من السُّنن لاستثناها كما استثنى بعض الصلوات من الجماعة، كصلاة التراويح.

الحنابلة: ذهبوا إلى أنّها من فروض الكفاية التي لو أدّاها البعض، لسَقط الإثم عن الآخرين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، وبمُواظبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها.

أمّا بعد الانتهاء من الصلاة، فيُشرَع للإمام أن يقوم فيخطب بالناس، ويعظهم، ويوصيهم؛ إذ جاء عن ابن عباس أنّه شهد العيد مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما شهدَه مع أبي بكر، وعُمر، وعُثمان -رضي الله عنهم جميعاً-، فكانوا يخطبون بعد صلاة العيد.

الأضحية

الأضحية هي كل ما يذبحه المسلم من الأغنام والإبل والبقر والجاموس في أيام التشريق، ويقوم المسلم بها ابتغاء لمرضاة الله تعالى والتقرب منه أما عن حكم الأضحية فهي سنة مؤكدة.

Advertisements
Advertisements

وقد جاءت مشروعيّتها في القُرآن الكريم، والسُنّة النبويّة؛ فقال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)، وورد في السُنّة النبويّة الكثير من الأحاديث التي تحثّ على الأُضحية وتُبيّن فضلها، وتُحذّر من تَركها، ومن ذلك فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا)، كما نُقِل الإجماع عن كثير من العُلماء في مشروعيّة الأُضحية.

وتتمثّل الحكمة من مشروعيّة الأضحية في ما يأتي

  • شُكر الله -تعالى- على نِعَمه، ومنها نعمة الحياة.
  • إحياء سُنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لَمّا أمره الله -تعالى- بذَبْح ابنه، واستجابتهما -عليهما السلام- لأمر الله، ففداه الله -تعالى- بكبش عظيم، وكان ذلك في يوم الأضحى، فيتذكّر المسلم صبرهما، وتقديمهما طاعة الله -تعالى- ومَحبّته على مَحبّة النفس، والولد.
  • توسعة المسلم على نفسه، وأهل بيته، وإكرامه لجيرانه، وضيوفه، والتصدُّق منها للفقراء، وفي ذلك نوعٌ من إظهار الفرح الذي أمر به الإسلام في يوم العيد، والتحدُّث بنِعمة الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).
  • تصديقٌ لله -تعالى- بما أخبر به في كتابه من أنّه خلق الأنعام؛ لينتفعَ الناس بها؛ بذَبحها، والأكل منها.
  • تقرُّب للمسلم من الله -تعالى-؛ بصِلة رَحِمه، وإهدائهم بعضاً منها.

قصة الأضحية

العبرة من الأضحية في عيد الأضحى المبارك هو الاقتداء بسيدنا إبراهيم عليه السلام والذي ضرب قصة رائعة في الامتثال لأوامر الله، وترمز إلى التضحية والفداء بأغلى ما نملك في سبيل الله، وكذلك الطاعة العمياء من الأبن للأب ولله، حيث قد رزق الله سيدنا إبراهيم بأبنه إسماعيل وكان يحبه كثيراً، وفي ليلة رأى سيدنا إبراهيم في منامه رؤية أنه يقوم بذبح ابنه إسماعيل، فأراد أن يطبق وينفذ أوامر الله في الرؤية لأن رؤية الأنبياء حق، وسأل ابنه إسماعيل فيما رأه وتفاجئ برد فعل سيدنا إسماعيل حيث قال له افعل ما تؤمر ستجدني من الصابرين، ووقف سيدنا إبراهيم على جبل عرفة حتى يقوم بذبح ابنه فداه الله بكبش عظيم، ومنذ ذلك الحين ويقوم المسلمون بذبح ما تيسر لهم من المواشي والأغنام تنفيذاً لهذه السنة المؤكدة في ذلك اليوم المبارك.

آداب عيد الأضحى

يُستحَبّ في عيد الأضحى الالتزام بالعديد من الآداب، ومنها ما يأتي:

  • تقديم صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح؛ ليكون هُناك وقت أكبر للأُضحية.
  • تأخير الأكل في العيد إلى ما بَعد صلاة العيد.
  • الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لفِعل النبيّ عليه الصلاة والسلام كما يُستحَبّ إخراج النساء والأطفال إلى صلاة العيد؛ فقد ورد عن ابن عباس أنّه خرج مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم العيد، فقام، فخطب في النساء.
  • تأدية صلاة العيد قبل الخُطبة، ويُستحَبّ للإمام بعد الصلاة أن يُخيّر الناس بين الاستماع إلى خُطبة العيد، أو الانصراف، ويُشار إلى عدم وجود سُنّة قَبليّة، أو بَعديّة لصلاة العيد، كما يُستحَبّ الأكل والشرب في يوم العيد؛ فقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدَنا أَهلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكلٍ وشربٍ)
  • الاغتسال والتطيُّب قبل الخروج إلى الصلاة.

شروط الأضحية في العيد

للأضحية العديد من الشروط التي يجب على المسلم أن يعرفها جيداً قبل أن يقوم باختيار الأضحية حتى لا يقع في المحظورات وتفقد الأضحية مكانتها وثوابها لذلك سوف نتكلم بالتفصيل عن شروط الأضحية:

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، مثل الإبل والغنم والبقر والجاموس، ولا يجوز ذبح أي أنواع أخرى من الأضاحي أو من الطيور.
  • أن يكون الذابح عاقل مسلم قادر.
  • ذكر اسم الله وقت الذبح وبدون تسمية لا تحل الأضحية للأكل او للتوزيع وتصبح حراماً.
  • وجود النية.
  • أن لا تكون مقطعة إلى أجزاء.
  • أن تبلغ الأضحية السن المحدد من قبل الشرع.
  • إن يتم الذبح بسكين حاد حتى لا تتعذب الأضحية أثناء الذبح وأن لا ترى الأضحية السكين حتى لا تخاف.
  • أن يتم الذبح بشكل مشروع عن طريق قطع المريء والحلقوم والأفضل أن يتم قطع الرأس كله.
  • ومن السنة أيضاً أن يشهد أهل البيت الذبح والأفضل أن يقوم صاحب الأضحية بعملية الذبح إن كان قادراً على ذلك.

حكم الذبح ليلاً في عيد الأضحى

يقول بعض فقهاء الدين عن حكم الذبح ليلاً، أن عملية الذبح يجوز أن تتم في الصباح أو في المساء وليس في ذلك كراهة أن بعض الفقهاء قديماً كانوا يرون أن عملية الذبح في الليل مكروهة بسبب عدم توافر الإضاءة قديماً، وأنه من السنة أن يشهد الفرد ذبح الأضحية الخاصة به .

أقسام الأضحية

قد حدد الشرع أقسام الأضحية إلى ثلاث أقسام كما يلي:

  • ثلث للمضحي وأهله.
  • ثلث للأقارب والجيران والأصحاب وغيرهم وله الحرية في ذلك في أن يهدي من يحب في حدود هذا الثلث.
  • ثلث يتم التصدق به للفقراء والمحتاجين.

مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى

يقوم المسلمون بتأدية صلاة العيد في الصباح وصلاة العيد حكمها هي سنة مؤكدة عن الرسول، وتبدأ صلاة العيد من طلوع الشمس وحتى صلاة الظهر ولكن من المستحب أن تكون في الصباح الباكر حتى يتوجهوا بعد ذلك إلى ذبح الأضاحي مباشرة، وبعد الصلاة يقوم الإمام بإعطاء خطبة للناس حتى يحثهم فيها على الخير ويذكرهم بشروط الأضحية وعلى من تجب وشروط تقسيمها، ثم يعود بعد ذلك المسلمون إلى توزيع الأضحية على الفقراء والمسلمون والأقارب وأهل البيت، ومن الأمور المستحبة هي التوجه لزيارة الأهل والأصدقاء فصلة الرحم هي أمر من الأمور الهامة التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تقوم العائلات بالخروج إلى المتنزهات والحدائق العامة والملاهي للاحتفال بالعيد، كما تقوم العديد من الدول العربية بتزيين الشوارع بالأضواء المبهرة والزينات التي ترمز إلى العيد كما تقوم محلات لعب الأطفال ببيع الدمي واللعب على شكل خروف للعيد ابتهاجاً بالعيد، والفرحة بالعيد هي سنة مؤكدة حيث حثنا الرسول صلى الله عليه بالفرحة لقدوم العيدين

حكم حج بيت الله الحرام على المسلمين

حج بيت الله الحرام هو فريضة على كل مسلم ومسلمة حيث أن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمس، ولكن السؤال هنا هل لابد أن يذهب كل مسلم إلى السعودية لأداء الحج ؟ الحج هو فريضة ولكن لمن استطاع إليه سبيلا، حيث أن هناك الكثير من المسلمين ليس لديهم القدرة المالية ولا الظروف الصحية التي تمكنهم من أداء هذه الفريضة حيث أن الحج به مشقة مالية ومشقة صحية كثيرة، إذا كان المسلم غير قادر مادياً أو صحياً على أداء هذه الفريضة هنا تسقط عنه الفريضة ولا إثم عليه ولا حرج، ولكن الشخص المريض إذا كان لديه القدرة المالية فيمكنه أن يوكل أحد بالحج بالنيابة عنه بشرط أن يكون هذا الشخص قد حج عن نفسه من قبل، وبعض الشيوخ وعلماء الدين قد أجازوا الحج بالتقسيط والذي تعلن عنه بعض الجمعيات تيسيرا على المسلمين أما إذا كان الفرد لدية القدرة المالية والصحية ولم يذهب لتأدية فريضة الحج فهنا يكون عليه إثم كبير .

0 0 vote
Article Rating
20

Advertisements
Advertisements

, , , , , ,
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

التصنيفات